تحلّ الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى التي تحتفي ب "طرابلس عاصمة للثقافة الإسلامية" لهذا العام، ببلادنا لتدخل في ظلّ "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" في الفترة الممتدّة من 16 إلى 22 نوفمبر الجاري، وتشارك البهجة عرسها الذي استضاف إلى غاية الآن 14 أسبوعا ثقافيا عربيا· الجماهيرية تحمل قافلتها العديد من التحف الفسيفسائية العاكسة للثراء الثقافي والحضاري الليبي، والتي سيكتشفها الجزائريون بداية من مساء غد بقصر الثقافة"مفدي زكريا" ، فمن بين ما تقترحه ليبيا الشقيقة إصدارات فكرية، ثقافية وأدبية منتقاة من المكتبة الليبية علاوة على عدد من اللوحات التي تؤرّخ للمدرسة التشكيلية الليبية وأهمّ ما يميّزها من حيث التقنيات والمواضيع المعالجة، وستكون هذه اللوحات جنبا إلى جنب مع المقتنيات الشعبية الليبية التي أبدعتها أنامل أحفاد شيخ المجاهدين عمر المختار· موسيقيا ستتحف "فرقة طرابلس للمالوف والموشّحات الإسلامية" أسماع الساهرين بقصر الثقافة بمقاطع تراثية تنمّ عن الأصالة وتمنح الأجواء الباردة رداء فنيا راقيا، كما ستقدّم فرقة الفنون الشعبية الليبية عروضا فلكلورية مستمدّة من الخزّان التراثي غير المادي، حيث تستخدم الموسيقى الشعبية الليبية كثيرا من الآلات الموسيقية الشعبية مثل الزكرة، الدنقة، الطنبور، النوية، الطبل، الدربوكة، الباز، النقرة، الزال، الدبدمة، الغيطة، القصبة، الربابة والقرونة وغيرها من الآلات· وإلى جانب الموسيقى يستقدم الوفد الليبي إلى الجزائر معه عددا من الشعراء والقاصين يتقدّمهم الشاعر الليبي الكبير الدكتور عبد المولى البغدادي صاحب ديوان "على جناح نورس" وقصيدته الشهيرة "أشواق عربية مهاجرة إلى الحبشة"، وديوان "مولاي عبدك بين اليأس والأمل" وقصيدة "بردة الحب"، إضافة إلى عبد الحميد عبد السلام بيطاو وأم الخير الفارسي، ويمثّل القصة القصيرة الليبية كلّ من القاص أحمد يوسف عقيلة صاحب "الخيول البيض" و"غناء الصراصير" والقاص الصديق أبو دوارة صاحب "روحين في شيشة" · "دعم الشعب الليبي للثورة الجزائرية" و"حق الشعوب في التعويض عن الفترة الاستعمارية" هما الموضوعان اللذان سيناقشهما الدكاترة حبيب رداعة الحسناوي، علي مصطفى المصراتي وميلود المهذبي، القادمون رفقة القافلة الفنية والثقافية الليبية التي حملت معها أيضا ثلاثة أشرطة سينمائية، الأوّل عن أسد الصحراء وشيخ المجاهدين الشهيد عمر المختار، والثاني عن موقع "تاقرفت" لعياد دريزة ومصطفى خشيم، أمّا الثالث فيحمل عنوان "الشظية·" وتحتضن فعاليات الأسبوع الثقافي الليبي بالجزائر عاصمة الثقافة العربية عدّة فضاءات من بينها قصر الثقافة "مفدي زكريا"، قاعة "الموقار"، المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة ومدرسة الحماية المدنية. *