أسدل الستار، أول أمس، على السباق الدولي للملاحة الشراعية، الذي احتضنه مركب الأندلسيات على مدار أربعة أيام، كانت كلها فرجة وترفيها وسياحة، رغم اقتصار الحضور في اختصاص الملاحة الشراعية على منتخب أجنبي واحد (تونس)، ورغم سمعته الطيبة عربيا وإفريقيا، إلا أن المنظمين كانوا يفضلون مجيء منتخبات أخرى، تغيبت بسبب تزامن تاريخ إجراء هذا السباق الدولي مع امتحانات آخر السنة ببلدانها، أما الجانب الذي أخذ بلب أهل الاختصاص الجزائريين، هو التحضير للمواعيد الدولية القادمة، خاصة بالنسبة لمنتخبنا لصنف ”المتفائل” الذي تنتظره البطولة الإفريقية بجنوب إفريقيا، ويأمل فيها استعادة لقبه الإفريقي، الذي هو أمنية غريمه التونسي الذي جرده شهر فيفري الماضي من اللقب العربي بمصر. لذا كانت الفرصة سانحة لتحقيق كسب معنوي على التونسيين قبل التنافس الرسمي في بلاد نيلسون مانديلا، لذا اجتهد المنظمون وقبلهم المديرية الفنية الوطنية لتوفير كل متطلبات التحضير الجدي لعناصرنا الوطنية المطالبة بتمثيل أحسن للشراع الجزائري سواء في جنوب إفريقيا بالنسبة ل«للمتفائل” أو في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بمرسين التركية هذا الشهر بالنسبة لأصناف ”اللازر” و«الستاندار”و”الراديال”، حيث تذهب توقعات السيد مراد أوقسوم مدير الفرق الوطنية إلى إنهاء المنافسة ضمن العشرة الأوائل عوض المراتب الأخيرة (13 و14) التي سجلها في الألعاب السابقة بإيطاليا سنة 2009.
الاستعداد لبطولة إفريقيا 2015 وكان محدثنا قد كشف عن تحضيرات جدية أجرتها النخبة الوطنية منذ بداية السنة كالتربص التحضيري الذي أقامته بسد بني هارون بميلة، تحسبا لدخولها تأهيليات الألعاب العالمية للشباب التي ستجري شهر أوت القادم بتونس بالنسبة لاختصاصي ”لازار” و«بيك تيكنو”، وكشف أكسوم عن مخطط مشترك ستعمل عليه الاتحادية الجزائرية للملاحة الشراعية ووزارة الشباب والرياضة لتحقيق تأهل تاريخي للألعاب الأولمبية 2016 بالبرازيل لرياضة الملاحة الشراعية، ولأجل ذلك قام تقنيو الاتحادية في السباق الدولي بمركب الأندلسيات، بإضافة فريق رديف للمنتخب الوطني الأول مشكل من اليافعين المولودين سنتي 2001و2002 قصد منحهم مزيدا من القوة والاستعداد والاحتكاك وقبل هذا وذاك إعدادهم لحمل المشعل، علما أن أقصى حد لممارستها هو 15 سنة، لذا يتوجب تحضير الخلف باكرا في كل مرة.
” كايت سارف” محل اهتمام أما الترفيه فاستحوذ عليه اختصاص ”الكايت سارف” الذي لايزال ينشط كوسيلة ترفيه في بلادنا، ويقتصر ذلك على ناديين في العاصمة وبعض المولعين به في ولاية وهران، لكنه استحوذ على عقول وأفئدة الشباب الجزائري في المدة القصيرة التي تابع فيها الاستعراضات التي جرت بشاطئ مركب الأندلسيات، ويتوقع أن يلقى رواجا ونجاحا كبيرين في المستقبل، لو ترافق إمكانات السلطات الموجودة في كل شاطئ جزائري الرغبة الكبيرة لقطاع واسع من الشباب لممارسة هذه اللعبة، والخبرة الكبيرة التي يتمتع بها بعض المتميزين فيها، والذين رحبوا بأي مبادرة تستدعي حضورهم للتأطير التقني، والمساهمة في تطوير ”الكايت سارف” بالجزائر كالجزائري المغترب فؤاد عفريت، أحد مؤسسي أول جمعية جزائرية في اللعبة ”الجمعية الجزائرية للكايت سارف” والفرنسية ذات الأصول الجزائرية ليلى نوار، وبطل العالم في السرعة في التزحلق على الأمواج الفرنسي سيباستيان كاتلون، الذي يحضر لإقامة بطولة العالم شهر أكتوبر القادم بزيمبابوي، وكان الدليل فيما شوهد في مركب الأندلسيات من اهتمام وفضول لمعرفة تقنيات هذه اللعبة، التي يراد منها أن تتوسع ممارستها وتتطور، وتنتقل من جانبها الترفيهي السياحي إلى التنافس الرسمي، كما فعلت دول أخرى كالمغرب وتونس والسنيغال وغيرها من الدول، ويبدو أن أولى خطوات إشاعتها في الجزائر، والدفع بها إلى الأمام قد بدأت، بعد إعلان السيد محمد عتبي رئيس الاتحادية الجزائرية للملاحة الشراعية عن إقامة أول بطولة إفريقية ل«الكايت سارف” بوهران سنة 2013، وتشجيع السيد مختار بودينة مدير الأنشطة الرياضية بوزارة الشباب والرياضة، عندما قال بأن هناك اهتماما خاصا لتطوير اختصاص ”الكايت سارف” الذي سيساهم -حسبه- في تطوير السياحة الجزائرية، وعدم اكتفائها بالتشويق وبث الرغبة لدى الشباب. لذلك، لم يكن يهم أي ترتيب في المنافسات الاستعراضية التي قام بها الرياضيون المشاركون، الذين قدموا من خمس دول وهي: تونس والنرويج وإسبانيا وفرنسا والمجر، فالكل كرم وأنزل منزلا طيبا في مركب الأندلسيات، ماجعلهم يتمنون عودة قريبة إلى الجزائر، فترحاب أهلها وجمال شواطئها ومدنها خطف لبهم وباعترافهم جميعا.