جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تأكيده على التزام الأممالمتحدة بالعمل على إيجاد حل يوافق عليه طرفا نزاع الصحراء الغربية، جبهة البوليزاريو والمغرب يسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي. وجاء التزام الرقم الأول في المنظمة الأممية، خلال اللقاء الذي جمعه بالرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أول أمس بمقر الأممالمتحدة في نيويورك. وهو اللقاء الذي كان فرصة للرئيس الصحراوي لبحث آخر تطورات القضية الصحراوية مع مون، خاصة وأنه تم بحضور كل من كريستوفر روس الموفد الخاص للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية وايفان سيمونوفيتش مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بحقوق الإنسان، إضافة إلى مسؤولين سامين في دوائر الأممالمتحدة المكلفة بحفظ السلام والشؤون السياسية. وكان الأمين العام لجبهة البوليزاريو، أجرى محادثات أيضا مع مارك ليال غرانت رئيس مجلس الأمن الدولي وممثل المملكة المتحدة بالمنظمة الأممية تناولت آخر تطورات القضية الصحراوية. وتقاطعت تصريحات المسؤولين الأمميين على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره، وفقا لمبادئ الشرعية الدولية ومقررات الأممية التي تقر جميعها بهذا الحق الذي حاول المغرب جاهدا إنكاره على شعب الصحراء الغربية. وهو ما جعل الرئيس عبد العزيز يؤكد الالتزام الثابت لجبهة البوليزاريو في الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة، من أجل التوصل إلى تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية وتحقيق سلام عادل ودائم، على أساس احترام الحقوق الشرعية للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. ولدى تذكيره بالمبادرة الأمريكية الرامية لإدراج آلية مراقبة حقوق الإنسان ضمن مهمة بعثة المينورسو، أطلع الرئيس الصحراوي الأمين العام الأممي بتدهور وضعية حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة منذ شهر ماي الماضي، وانتقد غياب الصرامة لدى مجلس الأمن لفرض احترام حقوق الإنسان بالمدن المحتلة. وهي القضية التي أكد بشأنها بان كي مون أنها تبقى نقطة جوهرية في أية تسوية شاملة للنزاع، حيث عبر عن "اهتمامه بمسألة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية" وعن "انشغاله" بشأن المعاناة التي تسبب فيها عدم تسوية هذا النزاع. وقال إن "ذلك يستدعي مشاركة صارمة وقوية لمجلس الأمن الدولي من أجل تعزيز عمل الأممالمتحدة، وضمان مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها المواطنون الصحراويون بالأراضي المحتلة للصحراء الغربية". وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس الأمن استعداد هذا الأخير مواصلة جهوده من أجل حل يضمن لشعب الصحراء الغربية حقه في تقرير المصير وكذا احترام حقوق الإنسان. وتأتي زيارة الرئيس الصحراوي إلى نيويورك، بعد تلك التي قام بها الأسبوع الماضي إلى واشنطن، والتقى خلالها بمسؤولين عن كتابة الدولة الأمريكية وممثلين عن مجلس الشيوخ الأمريكي ومنظمات غير حكومية أمريكية من بينها منظمات حقوقية. وتزامنا مع تواجد الرئيس الصحراوي بمدينة نيويورك، أعربت الفيدرالية الدولية للشباب الديمقراطي في تقرير وجهته إلى الأمين العام الأممي عن "قلقها الشديد" من استمرار سلطات الاحتلال المغربي في" قمع ومنع" كل المظاهرات السلمية في الصحراء الغربية. وعاتبت المنظمة في تقريرها الذي نشرته على موقع مجلس حقوق الإنسان بجنيف في دورته الأخيرة، "إصرار" سلطات الاحتلال على "حرمان" المنظمات الصحراوية من الحق في التسجيل القانوني. وقالت بأن المغرب وبالرغم من إشارته في دستوره إلى أن القانون المغربي سيحترم كل حقوق الإنسان كما هو متعارف عليه دوليا، بما في ذلك الحق في التظاهر وتشكيل الجمعيات، إلا أن هذا النص "لا يحترم بتاتا "في الصحراء الغربية. من جانبها، جددت التنسيقية العامة الإسبانية لجمعيات الصداقة والتضامن مع الشعب الصحراوي خلال اجتماعها العام السابع دعمها "القوي" للقضية الصحراوية. وقالت وكالة الأنباء الصحراوية نقلا عن مصدر من تمثيلية جبهة البوليزاريو بمدريد، إن المشاركين في الاجتماع العام للتنسيقية الذي جرى يومي السبت والأحد تطرقوا إلى خطة العمل التضامني على المستوى الجهوي وإلى تعديل القوانين المعمول بها تماشيا ومتطلبات المرحلة الحالية.