الجزائر ذات مبادئ ثابتة بخصوص سياستها الخارجية، خاصة فيما يتعلق باحترام القانون الدولي، ومواثيق الأممالمتحدة، التي تنص على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وهذه المبادئ نابعة من قناعة الشعب الجزائري الذي رفض ويرفض الانقياد والخنوع للقوى الأجنبية، مهما كانت صفتها من خلال كفاحه الطويل والمستميت من أجل طرد المحتل الأجنبي، فهو تواق للحرية والاستقلال بطبيعته. والسيد العربي ولد خليفة أكد ذلك مرة أخرى في كلمته الافتتاحية للملتقى الدولي حول الإصلاحات السياسية، حيث قال: ”إن الجزائر تبنت منذ استقلالها سنة 1962 مبدأ عدم التدخل في شؤون الشعوب الأخرى والالتزام بخيارات كل شعب (...) وترفض أن يملي عليها أي كان سياساتها ونهجها في الإصلاح السياسي”. ومن هذا المنطلق، فإننا نعتقد جازمين بأنه لا مجال لمن يراهنون على توريط الجزائر في قضايا تتعلق بما يجري في بعض البلدان العربية باسم ”الربيع العربي”، سواء كانوا من الداخل أو الخارج لأن اللعبة انكشفت ولم يعد خافيا على أحد، من يحرك ومن يقود ومن يمول ومن المستفيد من كل ذلك.والقضية بعيدة كل البعد عن أحلام الشعوب العربية في نظم ديمقراطية، وعيش كريم، فهي تمهد وتحضير ل«سايكس بيكو ثان” من خلال إثارة النزاعات الدينية والنعرات الطائفية، ليسهل تقسيم المقسم وتفتيت المفتت. والمصيبة الكبرى أن ما قلناه يدركه الجميع، إلا أن الطمع والأنانية والحسابات الشخصية طغت وأعمت البصائر، وعلقت مصائر الشعوب وتحاول العودة بها إلى الاستعمار بتسليم رقابها إلى جلاد الأمس.