تقوم أطراف قريبة من شباب بلوزداد هذه الأيام، بمساعي حثيثة من أجل بعث الاستقرار من جديد داخل الفريق الذي يواجه خطر التعرض لهجرة جماعية من لاعبيه، بعدما أعلن أربعة منهم عن نيتهم لاختيار وجهة أخرى. ويبدو أن التطمينات الأخيرة التي أعطاها رئيس النادي عز الدين قانا لحل الأزمة المالية لن تثني عن عزيمة الكثير من اللاعبين لترك الفريق بدون رجعة، لا سيما وأن الرجل الأول في النادي لم يعط ضمانات واضحة بخصوص استلامهم المستحقات المالية التي يدينونها للنادي، حيث اكتفى بالقول إنه سيسلم هذه المستحقات في نهاية شهر جوان الجاري، مع العلم أن زملاء الحارس أوسرير ألفوا هذا الكلام ولم يعودوا يثقون في أي مسير من النادي، وأوضح قانا بخصوص المشاكل العويصة التي يتخبط فيها شباب بلوزداد:” لقد عانى النادي من أزمات مالية متعاقبة وأثر ذلك على مسيرة الفريق في الموسمين الفارطين، لكن هذه المرة سنجتهد لكي ننهي مشكل المستحقات التي أعترف أنها عكرت الأجواء داخل النادي ولا بد أن نجعل حدا لها في أقرب وقت، لكي يخوض شباب بلوزداد الموسم القادم في ظروف عادية.” غير أن محاولات إدارة النادي في هذا الاتجاه قد تعرف فشلا ذريعا أمام العروض الكثيرة التي تهاطلت على لاعبي بلوزداد، ويوجد من بينهم من اتخذ قرار المغادرة على غرار المدافع بوكرية والمهاجم خرباش والحارس والقائد أوسرير، حيث أن كلهم يوجدون في اتصالات متقدمة مع النوادي التي تريد الاستفادة من خدماتهم، ويتأهب لاتباع خطواتهم المدافع القوي عبدات، الذي صرح أمس أنه يئس فعلا من الوضعية التي يعيشها في شباب بلوزداد منذ أربع سنوات، بسبب الصعوبات التي يواجهها النادي لتسوية مستحقات اللاعبين، وأضاف أنه حان الوقت بالنسبة إليه لكي يغير الأجواء، وقد يحط الرحال في صفوف شباب قسنطينة المستعد لتلبية شروطه المالية، لما له من إمكانيات كبيرة في اللعب، تسمح له بأخذ مكانة مرموقة ضمن تشكيلة السنافر. وقد ازدادت الحيرة لدى أنصار بلوزداد الذين أصبحوا يخشون أكثر من أي وقت مضى على مستقبل فريقهم، فهم لا يلومون أي واحد من اللاعبين واعترفوا في كثير من المرات أن زملاء أوسرير ضحوا أكثر من اللازم من أجل خدمة مصلحة الفريق.
الأمل معلق على صندوق التوفير والاحتياط ويعتقد الكثير من يتابع عن قرب تسيير شباب بلوزداد، أن هذا الأخير سيستمر في أزمته المالية ما لم يتم التكفل به من طرف مؤسسة عمومية أو خاصة تحوز على إمكانيات مالية كبيرة، وتتجه أنظار البلوزداديين في الوقت الراهن إلى شركة صندوق التوفير والاحتياط، حيث أن محاولات مسيري النادي لكي تقوم هذه الشركة بالتكفل ماليا بشباب بلوزداد ليست وليدة اليوم وتعود إلى بداية السنة الفارطة، غير أن المفاوضات غير الرسمية التي جمعت الطرفين لم تكلل بالنجاح لأسباب لم تكشف عنها إدارة النادي، وقال الرئيس قانا في هذا الشأن، إنه يتمنى أن تكلل هذه المجهودات بالنجاح ويخرج شباب بلوزداد من أزمته التي طالت أكثر من اللازم، لأن في حالة ما إذا حدث العكس، سيضطر الرئيس قانا إلى الانسحاب، بعدما أقر في كثير من المرات أنه لا يستطيع بمفرده مواصلة تمويل الفريق.وقد شهد الوسط الرياضي البلوزدادي منذ شهر تحركات حثيثة، سعت من خلالها أطراف كانت مسؤولة عن تسييره في السابق وأخرى قريبة منه من أجل جلب أنظار مسؤولي القطاع الرياضي، عن الوضع المالي الذي يمر به شباب بلوزداد، وأكد الجميع على ضرورة استفادته من إجراءات التكفل المالي الذي استفادت منه بعض الأندية المنتمية للرابطة الاحترافية الأولى.