عرفت بعض أحياء بلدية عين اعبيد بولاية قسنطينة في الأيام الأخيرة، تذبذبا كبيرا في التزود بمياه الشرب، بينما جفّت حنفيات العديد من الأحياء الأخرى بالبلدية لأكثر من 05 أيام على التوالي، وهو الأمر الذي انتقده السكان، الذين طالبوا بتوضيحات من المؤسسة الجزائرية الفرنسية «سياكو»، التي كانت قد وقّعت اتفاقية شراكة مع دائرة عين اعبيد، يتم بموجبها تسيير شبكة المياه الصالحة للشرب من طرف المؤسسة على مدى خمس سنوات ونصف، على أن تشمل تسيير شبكة صرف المياه أيضا، إلا أن السكان، وبسبب النقص الفادح في التزود بالمياه الصالحة للشرب خاصة مع حلول فصل الصيف وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، لجأوا إلى استخدام الصهاريج، التي اقتصرت غالبا على العائلات الميسورة، في حين لجأت جل العائلات الأخرى إلى الاعتماد على أطفالها لجلب المياه الصالحة للشرب من الأحياء المجاورة، مستعملين الأدنان والقارورات ذات 5 لترات. وأكد السكان أن مواعيد التزود تغيّرت من مرة كل ثلاثة أيام إلى مرة كل أسبوع مع ضُعف كبير في الضخ، مما جعل وسائل التخزين المزوَّدة بها مساكن المدينة، غير كافية لتغطية الأيام السبعة، وهو ما دفع البعض إلى العودة إلى صيانة المضخات المنزلية أو شرائها بعد أن تخلّى الزبائن عن استعمالها منذ زمن بعيد، وهذا ما يضاعف من حدة الأزمة بالنسبة للذين لم يجهّزوا بيوتهم بوسيلة الضخ، في الوقت الذي كان السكان يأملون في تحسين الخدمات لتكون على مدار الساعة، ويتخلصوا من وسائل التخزين البلاستكية المضرة بالصحة لطول زمن استعمالها، كما هو معروف في قوانين حماية المستهلك، ونفس الشيء بالنسبة للحديدية التي تتعرض للصدأ. وأفاد السكان أن سبب أزمة الماء يعود، بالدرجة الأولى، إلى انكسار في القناة الرئيسة للتوزيع، والمتواجدة أسفل خزان الماء في سفح جبل مازلة، مما يجعل كميات كبيرة تضيع في العراء، وهذا ما يحدُّ من الكميات الموزَّعة ويسبب انخفاض الضغط، الذي أثر على التموين العادي لهم.