مر على رحيل الفنان القبائلي معطوب الوناس 15 سنة، ولا يمكن أن تمر هذه الذكرى مرور الكرام، ففي كل سنة تقوم الجمعية التي تحمل اسمه بالتنسيق مع مديرية الثقافة لتيزي وزو، بوضع برنامج تستذكر فيه الوناس، ومع اقتراب هذه المناسبة، يبدأ عشاقه في التحضير للاحتفال بذكرى رحيله من خلال برمجة عدة نشاطات، مع التنقل إلى قريته حيث دفن لوضع إكليل من الزهور. وسطر القائمون على تنظيم الذكرى، برنامجا خاصا استهل بتدشين معرض نظمته كل من الجمعية التي تحمل اسم الفنان ”معطوب الوناس”، جمعية ”اسياغ”، وجمعية ”لحماية التراث والأصالة” حول أعمال الفنان، مسيرته الفنية المجسدة في المقالات الصحفية والحصص التلفزيونية التي حل بها ضيفا، إلى جانب تنظيم معرض للكتاب من طرف دور الإنتاج ”ايناق”، متبوعا ببيع بالإهداء لسيد فراندي العربي. وتخلل البرنامج إلقاء محاضرة بقاعة العروض لدار الثقافة بتيزي وزو، من طرف جمعية ”معطوب الوناس”، حيث تم الحديث عن هذا الرجل الذي عبر من خلال أغانيه عن معاناة المجتمع الذي كان يعيش فيه وما يحس به، كما كان أبا، أخا وصديقا، وتمت برمجة زيارة لقرية توريرث موسى، حيث دفن الفنان، لوضع باقة من الزهور على قبره ترحما على روحه، بحضور محبيه من الشباب، الفنانين وأصدقائه الذين ومهما كانت انشغالاتهم كثيرة في الأيام الأخرى، إلا أنهم لا يفوّتون هذه الذكرى والاجتماع أمام قبر أحد أعمدة الفن القبائلي. الفنان معطوب الوناس الذي أنجبته قرية توريرث موسى في 24 جانفي سنة 1956، قضى حياته في خدمة الفن، فصوته يصدح من كل مكان؛ من السيارات، المركبات، حافلات نقل المسافرين، المنازل، المحلات التجارية وغيرها، إذ لا تزال أغانيه مسموعة ومطلوبة من طرف الجمهور، اغتالته أيادي الغذر يوم 25 جوان 1998 في طريق العودة إلى بني دوالة التي ينحدر منها.