أثارت قضية منع طائرة الرئيس البوليفي ايفو موراليس من التحليق فوق المجال الجوي لعدد من الدول الأوروبية، بوادر أزمة دبلوماسية حادة بين أوروبا وأمريكا اللاتينية التي استهجنت دولها بقوة التصرف الأوروبي إزاء رئيس دولة ذات سيادة. وأدانت بوليفيا أمس بشدة، إجبار طائرة رئيسها بالهبوط الإجباري بمطار العاصمة النمساوية فيينا، قادمة من مطار العاصمة الروسية موسكو وتعرضها للتفتيش على يد عناصر أجهزة أمن هذا البلد، بعد تردد شائعات بتواجد العميل السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي ادوارد سنودن المطلوب لدى الولاياتالمتحدة على متنها، وقد تأكد فيما بعد أنه لم يكن ضمن رحلة الرئيس البوليفي، مما وضع السلطات النمساوية ومعها الأوروبية في حرج كبير. واضطر الرئيس موراليس على التوقف بمطار لاس بالماس، عاصمة جزر الكناري الإسبانية، بعد بقاء طائرته الرئاسية جاثمة على أرضية مطار العاصمة النمساوية طيلة 13 ساعة، بعد إلغاء السلطات الإيطالية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية السماح لها بالتحليق فوق مجالها الجوي.وأثار مثل هذا القرار ”المفاجئ” حفيظة السلطات البوليفية، التي وصفته باعتداء على كل أمريكا اللاتينية، وسارعت على إثره إلى تقديم شكوى لدى الأممالمتحدة ولدى مفوضية حقوق الإنسان الأممية ضد كل من روما وباريس ومدريد ولشبونة احتجاجا على مثل هذا القرار، ومنعها من الهبوط في أحد مطارات هذه الدول للتزود بالوقود في طريق عودتها.وقال الفارو غارسيا نائب الرئيس البوليفي ”كحكومة فإننا سنتقدم بشكوى على المستوى الدولي...، لقد قمنا بذلك لدى الأممالمتحدة وسنتوجه في الساعات القليلة القادمة بنفس الدعوى إلى مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة”. وأوضح المسؤول البوليفي، أن قرار هذه الدول يعد خرقا صارخا لقانون الملاحة الجوية، على اعتبار أنه هدد حياة رئيس دولة ذات سيادة في تصرف لم يحدث حتى أثناء الحرب”. وكان وزير الخارجية البوليفي ديفيد تشوكو هوانكا، قد نفى أول أمس صحة شائعات وجود رجل المخابرات الأمريكي ادوارد سنودن على متن طائرة الرئيس موراليس، وقال ”إننا لا نعرف من اختلق هذا الكذب، ولكننا نريد أن نبلغ المجتمع الدولي بالأذى الذي تعرضت له طائرة الرئيس إيفو موراليس”.وكانت دول أوروبية على غرار فرنسا والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا قد رفضت مرور طائرة الرئيس البوليفي عبر مجالها الجوي، ساعات قليلة من إعلان موراليس أن بلاده ستنظر في طلب للجوء السياسي في حال ما تقدم به سنودن المتواجد لاجئا بمطار موسكو، وأعلنت الإكوادور استعدادها منحه اللجوء السياسي. وكانت الطائرة التي تحمل الرئيس موراليس قد أقلعت أول أمس من العاصمة الروسية موسكو، حيث شارك في اجتماع للدول المنتجة للغاز الطبيعي وتم تحويل مسارها إلى العاصمة النمساوية، بعدما رفضت عدة دول أوروبية تحليقها في مجالها الجوي. يذكر، أن عميل جهاز الأمن القومي الأمريكي اداورد سنودن اتهم بتسريب معلومات سرية عن تصنت هذا الجهاز على حلفاء الولاياتالمتحدة وخاصة الأوروبيين منهم، وهو ما جعله مطلوب لدى العدالة الأمريكية.