أنهت حاضنة النيلين مراسيم عرسها على أرض الجزائر الطاهرة، وعادت الى مسقط رأسها تروي للغادي والرائح بهجتها بهذا الفرح الرغيد، الذي دخل القلب والروح والعقل، معلنا خلوده الأبدي ومعبرا عن الأصالة، الثقافة والتقاليد الغابرة لبلد يسمى السودان· لكل بداية نهاية، ولكن لكل فعل محاسن ومآثر لا تنسى، والاسبوع الثقافي السوداني بالجزائر، ترك في مخيلة الجزائريين آثارا لن تمحى، وفي مقدمتها الإطلالة الجميلة والراقية لسفير الثقافة السودانية في العالم وسفير النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحددة، الفنان القدير، عبد الكريم الكابلي، الذي أتحف الجزائريين والسودانيين أيضا بموشحات عربية أصيلة وأغان قديمة وحديثة كتب أشعار بعضها ولحن بعضها الآخر، وذلك في حفلي افتتاح واختتام فعاليات هذا الأسبوع، وفي حفل ثالث قدمه بولاية المدية··· الكابلي كان بحق لؤلؤة الحفل الختامي للأسبوع الثقافي السوداني، الذي جرت فعالياته أول أمس بقصر الثقافة وحضرته وزيرة الثقافة خليدة تومي، وزير الثقافة و الإعلام لولاية الخرطوم سيد هارون، ووزيرة الثقافة والشباب والرياضة بولاية شمال كردفان رشيدة سيد أحمد وسفير السودان بالجزائر حيدر حسان حاج صديق، وانتهت وصلته الغنائية التي أشرك فيها شباب وشابات من الجزائر بأغنية "سكر"، التي كانت أحلى ختام لأجمل وصلة جاءت فيها موشحات عربية عريقة· الحفل الختامي شارك فيه أيضا الفنان محمد البدري وفرقة موسيقية من غرب السودان، حيث تختلط فيه القبائل العربية والإفريقية، قدمت عروضا امتزجت بين الغناء والرقص··· وهكذا كان الأسبوع الثقافي السوداني بالجزائر، أسبوعا ملؤه المحبة والتنوع الثقافي، إلا أننا نسجل نقطة جد سوداء في الحفل الاختتامي، وهي الخلل التقني الذي وقع أثناء وصلة الكابلي، وهي قضية نتمنى حقا أن لا نصادفها مطلقا· *