تعيش عاصمة جرجرة، منذ الأربعاء الأخير، عرسا ثقافيا وفنيا على وقع أنغام إفريقية، عربية وأوروبية التي ستمتع الجمهور القبائلي كل سهرة، في إطار المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري في طبعته الثامنة، التظاهرة التي تزامنت هذه السنة مع الاحتفال بالذكرى ال51 لاستقلال الجزائر جاءت تحت شعار ”نرقص الجزائر المستقلة”. جليلة هي المبادرة التي جاءت لإحياء المشهد الثقافي لولاية تيزي وزو وجعلها تعيش على وقع ألوان الثقافات العربية والإفريقية ممزوجة بالألوان الوطنية، حيث افتتح هذا العرس الثقافي الذي يمتد إلى غاية 7 جويلية الجاري باستعراض الفرق المشاركة في هذا الحدث بدار الثقافة مولود معمري بمدينة تيزي وزو، من 21 دولة أجنبية منها فلسطين، تونس، السيغال، كوت ديفوار، الإمارات العربية، موريطانيا، فرنسا وغيرها، حيث ستكون دولة النمسا ضيفة شرف المهرجان في طبعته الجديدة، إلى جانب مشاركة نحو 10 فرق وطنية ممثلة ل9 ولايات منها مستغانم، البيض، معسكر، تلمسان، قسنطينة، تيندوف وغيرها ما يمثل مجموع 198 حرفيا أجنبيا و180 حرفيا وطنيا الذين سيحاولون طيلة أيام التظاهرة التعريف بعاداتهم وتقاليدهم المجسدة في استعراضات ورقصات ذات معنى ودلالة. وقد قدمت كل فرقة مشاركة الرقصة التي تتميز بها منطقتها، كما استمتع الجمهور بأنغام المجموعة الصوتية ”انزار” لتيزي وزو التي أدت باقة من الأغاني، متبوعة بكلمة ألقاها محافظ المهرجان ومدير الثقافة لتيزي وزو، السيد الهادي ولد علي، حيث قال إن المهرجان نظم هذه السنة تحت شعار ”نرقص الجزائر المستقلة”، وسيتمركز في الأماكن العمومية والفضاءات الثقافية كي نحتفل بانفعال عن طريق الرقص بخمسينية الجزائر الحرة والمستقلة”، موضحا أن التظاهرة في طابعها العالمي والثقافي تجسد مرحلة رمزية من تاريخ البلاد لتذكرنا ب5 جويلية 62، اليوم الذي خرج فيه الشعب الجزائري إلى الشارع معبرا عن فرحته وغبطته بتعابير تلقائية متجسدة في أغان ورقصات. كما أثنى على دعم وزارة الثقافة التي جندت كل الوسائل والإمكانيات الضرورية واللازمة لضمان لإنجاح هذه التظاهرة، التي تهدف إلى ترقية الثقافة الشعبية وإعطائها بعدا محوريا في المجتمعات العربية والأفريقية. كما أعطيت الكلمة لسفير دولة فلسطينبالجزائر الذي قال ”أشكر الجزائر التي فتحت لنا قلبها وأحضانها”، وقال إن الشعب الفلسطيني يعتبرها بلده الثاني”، مضيفا أنه ينقل تحية الشعب الفلسطيني إلى الجزائر حكومة وشعبا على ما تقدمه من دعم ومساعدة للشعب الفلسطيني، أرض النضال والكفاح التي سارت على درب الجزائر وستنال ما نالته الجزائر من استقلال” وقد شاركت فلسطين في هذه الطبعة بفرقة ”اصايل” لتعزيز أواصر علاقات الصداقة بين البلدين. وقد عاشت عاصمة جرجرة يوم الافتتاح عرسا إفريقيا وعربيا منفتحا على مختلف الطبوع والثقافات، التي تجسدت في عمل استعراضي انطلق من دار الثقافة مولود معمري مرورا بشارع عبان رمضان، طريق العربي بن مهيدي باتجاه مفترق الطرق الذي يحمل الفنان اسم الراحل ”معطوب الوناس” وصولا إلى ساحة شجرة الزيتون بمحاذاة المحطة البرية القديمة، وقد شهد الاستعراض حضورا قويا للجمهور الذي انبهر بأجمل وأروع لوحات كويغرافية جميلة جسدتها الفرق على طول مسار الاستعراض. واستمتع الجمهور القبائلي المتوافد على دار الثقافة مولود معمري والمسرح الجهوي كاتب ياسين باستعراضات فلكلورية جميلة، حيث خيم جو من الحماس والفرحة بالقاعتين، بعدما أبدعت فرق كل من فلسطين، تندوف، تيزي وزو، لبنان، النيجر والسينغال في رقصاتها المستوحاة من تراث كل منطقة، لتطلع الضيوف والجمهور على عاداتها وتقاليدها مجسدة بذلك لوحات فنية كويغرافية جميلة استمتع بها الجمهور الغفير وتعرف على ثقافة وفن كل بلد.