انطلقت بولاية تيزي وزو، سهرة الأربعاء الماضي، فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري، بنكهة الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وهو العرس الذي عرف منذ اليومين الأولين توافدا كبيرا للجماهير بهدف الاستمتاع بالرقصات الإفريقية والعربية والوطنية والمحلية، وقضاء أوقات مليئة بالفرجة مع أرمادة من الفنانين. تنظم فعاليات هذا المهرجان في فترات بعد الزوال، بتقديم الفرق المشاركة أعمال استعراضية عبر شوارع مدينة تيزي وزو، وهي العروض التي زينت عاصمة جرجرة بالألوان المختلفة والمتنوعة، تلتها عملية تقديم الفرق المشاركة للجمهور بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو. بينما تشهد الفترة الليلية احتضان الملعب البلدي أوكيل رمضان العروض الفلكلورية. هذا، وقد أحيت فرقة ''أصايل'' الفلسطينية السهرة الافتتاحية للمهرجان، وهي الفرقة المتكونة من مجموعة من الشباب الذين ظهروا ''بالكوفية'' الفلسطينية التقليدية، بلونيها الأبيض والأسود. هذه الفرقة الفلكلورية رفعت التحدي رغم الاحتلال الإسرائيلي، حيث جمع أعضاءها حب الأرض للغناء والرقص للوطن، وقد قدم الشباب الفلسطينيون رقصات فلكلورية تترجم تراث الرقص الشعبي الفلسطيني، حيث أبهروا الجمهور بحركاتهم الدقيقة والمتوازنة، في كوريغرافيا دقيقة نجح مصممها في رسمها بصورة متناغمة. وعرضت هذه الرقصات تحت أغاني وأناشيد وطنية وثورية وتحررية تمجد فلسطين أرضا ووطنا، والحلم في تحرير الأراضي المحتلة بالصمود والأمل، كما أدت ''أصايل'' رقصات مجدت من خلالها الثورة التحريرية الجزائرية، في الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، معبرين عن توقهم وأملهم في نيل فلسطين الحرية مثلما نالتها الجزائر، مؤكدين على دعم الجزائر الدائم للقضية الفلسطينية. مشاعر الفرقة امتزجت بين الحزن الشديد جراء الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والسعادة الكبيرة من المحبة والمساندة الجزائرية. هذه المشاهد الفنية أثرت على الجمهور القبائلي الذي تفاعل مع جهود الراقصين في نقل معاناة الشعب الفلسطيني. أما الجزء الثاني من السهرة الأولى، فكان بتوقيع فرقة ''إثران ندالمولود'' التابعة لدار الثقافة مولود معمري، التي قدمت رقصات قبائلية خفيفة وأصيلة، جسدتها بحركات كوريغرافية مميزة تحاكي طريقة عيش سكان المنطقة وعملية جني الزيتون، الأمر الذي تفاعل معه الجمهور، وخاصة النساء اللواتي أطلقن العنان لزغاريدهن. وأنهت فرقة ''إثران ندا المولود'' وصلتها برقصات قبائلية خفيفة منسجمة بإيقاعات البندير والطبل والغيطة، المنسجمة مع الزي القبائلي التقليدي بألوانه الزاهية. وقد بدا الجمهور راضيا ومقتنعا بأداء ''إثران ندا لمولود''، خاصة وأن الكوريغرافيا اعتمدت على الحكاية. أما اليوم الثاني من المهرجان، فقد شهد تقديم عروض فلكلورية مميزة، بداية مع ''جمعية الوحدة الثقافية'' لحي البدر من تندوف، التي قدمت لوحات فنية امتزجت فيها المدائح الدينية بالأغاني التراثية والعصرية التي جسدتها بالرقص التقليدي تحت إيقاعات آلتي الإمزاد والتندي، لتستمر السهرة مع فرقة ''ثاموسني'' من خنشلة، التي قدمت رقصات تقليدية تنقل من خلالها الموروث الثقافي المحلي الشاوي والأمازيغي، تلتها فرقة ''ماماكي دي زونغو'' من النيجر، والتي قدمت لوحات إفريقية تراثية تحت عنوان ''دودو''، وهي الرقصة التي تحكي قصة البئر الذي لا تسقي منه النساء المصطحبات لأبنائهن، ورقصة ''القرلاوا'' وتعني المتحكمين في البلاد، وكذا رقصة ''الأزنا'' التي تجسد أخطار آكلي لحوم البشر على المجتمع النيجيري، واختتمت ''ماماكي دي زونغو''وصلتها برقصة ''ارمان تاواي'' التي أظهرت من خلالها طريقة تنظيم الأعراس الخاصة بالتوائم. ختام السهرة كان مع فرقة ''الجزايرية'' من إسبانيا، وهي مجموعة من راقصات إسبانيات يقدمن رقصات جزائرية، حيث أبدعن فوق المنصة في أدائهن للرقصات العاصمية والشاوية والقبائلية الخاصة بالأعراس.