يعود جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي خلال الأيام القليلة القادمة إلى فلسطينالمحتلة، ضمن محاولة أخرى لإعادة بعث عملية السلام المتعثرة. وينتظر أن يصل كيري نهاية هذا الأسبوع، أياما فقط بعد جولة قادته إلى المنطقة وأنهاها نهاية شهر جوان، دون أن يتمكن من إحراز أي اختراق في مواقف الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وكان كيري غادر الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، إلا أنه ترك وراءه فرانك لونشتاين أحد أقرب مساعديه، الذي واصل اتصالاته المكوكية بين القدسالمحتلة ورام الله، حيث التقى بمسؤولين إسرائيليين وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وكشفت مصادر إسرائيلية، أن لونشتاين حاول خلال تلك اللقاءات إقناع الجانبين قبول وثيقة ضمنها المبادئ التي وضعها كيري كقاعدة لاستئناف المفاوضات، مؤكدة أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بين الجانبين. وهو ما يطرح التساؤل حول جدوى جولة كيري الجديدة إذا لم يكن حاملا في حقيبته ما يقنع الجانبين بالعودة إلى طاولة الحوار، وأكثر من ذلك إذا لم يكن قادرا على حمل إسرائيل على وقف الاستيطان الذي يبقى يشكل أكبر عقبة أمام استئناف مفاوضات السلام. ثم أن الطرف الفلسطيني، أكد أنه لم يتلق أية مقترحات رسمية من طرف الوزير الأمريكي لتفعيل عملية سلمية انهارت منذ سنوات أمام العراقيل الإسرائيلية، التي ترفض إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ولا تفوت فرصة لتقويض أي مسعى يصب في هذا الاتجاه. وفي هذا السياق، أكد ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن ما يطرحه كيري مجرد أفكار إسرائيلية تتحدث عن تجميد جزئي للاستيطان، لكن خارج التجمعات الاستيطانية الكبرى. وهو ما اعتبره عبد ربه، بمثابة غطاء لتشريع الاستيطان، الذي تصر الدولة الفلسطينية على وقفه نهائيا، إلى جانب إطلاق كافة الأسرى الفلسطينيين وخاصة القدامى منهم من أجل تهيئة الأجواء المناسبة لإطلاق مفاوضات السلام. وكانت مصادر إعلامية ذكرت، أنّ خطة جون كيري تشمل اعترافا إسرائيليا بأن المفاوضات ستجري على أساس خطاب الرئيس الأمريكي سنة 2005، والذي يتضمن إشارة إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. وقال عبد ربه، ردا على ذلك "إن الموضوع ليس مطروحا بهذه الطريقة، والمسألة ليست لعبا على اللغة حتى نقبل بخطاب أوباما، لأنه عندما يجري الحديث عن حل الدولتين يجب أن تكون الحدود واضحة وبما يشمل القدس".