مدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الأحد جولته للشرق الأوسط الخامسة له منذ توليه مهامه في مسعى منه لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة في الوقت الذي تحدثت فيه أنباء عن إعطاء الضوء الأخضر لمرحلة جديدة من مشروع بناء استيطاني بالقدس الشرقية. و اجتمع كيري أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية عمان للمرة الثانية "خلال أقل 24 ساعة" لاستكمال ما تم بحثه خلال لقاء الجمعة لإحياء عملية السلام. كيري /الذي لا يحمل أي خطة سلام بحسب البيت الأبيض / يستعد للاجتماع للمرة الثالثة مع الرئيس الفلسطيني محمود اليوم الأحد عقب محادثات ماراثونية أجراها أمس مع القادة الإسرائيليين في القدسالمحتلة وبعدما اجل زيارة كانت مقررة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وكانت وسائل إعلام أردنية قد ذكرت أمس أن كيري اتفق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و الرئيس الفلسطيني محمود عباس على عقد قمة رباعية تضم إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية والأردن والولايات المتحدة والتي قد تنعقد الأسبوع المقبل في عمان. ووفقا لتقرير صدر عن صحيفة (العرب اليوم) الأردنية فإن الفلسطينيين وافقوا على المشاركة في القمة بعدما وافقت إسرائيل على تجميد بناء المستوطنات اليهودية وإطلاق سراح أسرى سجنوا قبل اتفاق أوسلو عام 1993 وصياغة حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. كما طالب الفلسطينيون رئيس الوزراء الإسرائيلي بتجميد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والالتزام بالحدود المحتلة عام 1967 كمرجعية لحل الدولتين إلى جانب إطلاق سراح قدامى المعتقلين الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات فيما أكد مسؤول فلسطيني في رام الله بأنه "حتى اللحظة لا توجد نتائج قد تؤدي في الواقع إلى استئناف المفاوضات بين الطرفين". مهمة مكوكية لكيري تصطدم بعقبة الاستيطان و مع تكثيف الجهود الدبلوماسية المكوكية بين عمان و القدس لإجراء المزيد من المباحثات بين كيري و المسؤولين الفلسطينيين و الإسرائيليين لإنعاش المفاوضات بينهم تحدثت تقارير عن إقرار وزارة الإسكان الإسرائيلية و بلدية الاحتلال في القدس الشرقية بناء 930 وحدة استيطانية في "جبل أبو غنيم " و التي ستباع بأسعار منخفضة. و قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان " إقرار هذا المشروع رد على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على كل ما قاله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وما حمله من أفكار وما بذله من جهود". وأضاف أن هذا القرار " تدمير لخيار حل الدولتين الذي يدعمه المجتمع الدولي بالكامل (...) و رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحده يتحمل المسؤولية الكاملة عن تدمير جهود الوزير كيري ومحاولة إفشال مهمته". حرص امريكي على انتزاع موافقة من الطرفين للعودة إلى التفاوض و بالرغم من ان مساعي كيري قللوا من أهمية التوقعات بحدوث اختراق وشيك الا أنهم أكدوا إنهم يأملون في تحقيق تقدم تدريجي قبل الوصول إلى مفاوضات "جوهرية" بين الطرفين. ويحرص كيري على بدء مفاوضات سلام جديدة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقده في شهر سبتمبر المقبل. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صادقت بأغلبية في نوفمبر عام 2012 على قبول دولة فلسطين كدولة غير عضو بصفة مراقب و يخشى الإسرائيليون من ان ستغل الفلسطينيون الاجتماع المقبل في غياب محادثات سلام مباشرة كنقطة انطلاق يقطعون خلاله خطوات جديدة للحصول على اعتراف الجمعية العامة بدولتهم. و ذكرت مصادر سياسية ان الوزير لأمريكي أعرب عن نيته في مواصلة الاتصالات مع الجانبين الفلسطيني و الإسرائيلي و ان لم يحرز تقدم خلال جولته الحالية في المنطقة. و يعتقد مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية ان الجانبين الفلسطينى و الإسرائيلي سيعودان إلى طاولة المفاوضات بمجرد التوصل الاتفاق على إجراءات لبناء الثقة من بينهما إصدار عفو إسرائيلي جزئي عن السجناء الفلسطينيين في قضاي أمنية و ايجاد صيغة لمحادثات جديدة ويعكف كيري على خطة اقتصادية بقيمة 4 مليارات دولار تحت اشراف طوني بلير ممثل اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الاوسط كحافز للعودة الى المباحثات. و تتضمن الخطة ضخ استثمارات جديدة عبر القطاع الخاص لتعزيزي فرص العمل و تحفيز النمو الاقتصادي في المناطق الفلسطينية. و يذكر ان مفاوضات بالسلام تعثرت منذ سبتمبر عام 2010 بين الجانبين الفلسطيني و الاسرائيلي بسبب مواصلة اسرائيل لسياستها الاستيطانية فيما تطالب السلطة الفلسطينية بتجيد البناء الاستيطاني في المستوطنات اليهودية بالأراضي المحتلة و القبول بالتفاوض على اساس مبدا الانسحاب من الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967.