حذّر سمير عويش دكتور مساعد بمصلحة أمراض السكري بمستشفى مصطفى باشا، المصابين بأمراض السكري والممنوعين من الصوم، من مواصلته، ودعاهم إلى وجوب التقيد بتعليمات الطبيب لتفادي التعرض لبعض التعقيدات، التي قد تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض السكري بالدم أو الدخول في غيبوبة حتى الوفاة. وحول ما ينبغي لمريض السكري أن يتقيد به لا سيما أننا نصوم أكثر من 16 ساعة، عادت لكم ”المساء” بهذا الحوار. بداية ما الذي يمكننا أن نقوله لمريض السكري ونحن نصوم أكثر من 16 ساعة؟ ينبغي على مريض السكري أن يفهم أنه بعيدا عن تسريح الطبيب بالصوم، لا يكمن لهم أن يصوموا من أجل هذا نركز على وجوب زيارة المريض لطبيبه شهرين قبل حلول الشهر الكريم، ليتمكن من معرفة وضعيته الصحية.
رغم تحذيرات الأطباء هناك عدد كبير من المرضى يصومون، ما تعليقكم؟ حقيقة، على الرغم من أننا نقدّم كل سنة سلسلة من التوجيهات ونحاول توعية المريض قدر المستطاع بحالته الصحية التي تتطلب منه أن يفطر، غير أن الواقع أثبت وجود عدد كبير من مرضى السكري يصومون ليس لقلة الوعي وإنما لارتباطهم بالجانب الديني الذي يحول دون إفطارهم، من أجل هذا أوجه نداء إلى كل الأئمة حول ضرورة المساهمة في توعية مرضى السكري، مع الإشارة إلى ضرورة الإفطار إن طلب منهم الطبيب ذلك؛ لأنه الأعلم بحالتهم الصحية.
كيف يمكن لمريض السكري أن يراقب نفسه خلال رمضان؟ المراقبة تبدأ من زيارة الطبيب أيا كان نوع السكري، وإذا رخّص الطبيب للمريض بالصوم فينبغي له أن يتخذ الاحتياطات حتى وإن كان لا يتعاطى أي نوع من الأدوية؛ إذ لا بد له أن يقيس نسبة السكري في الدم بصورة دورية، وإن لاحظ وجود أي تعقيدات ولو قبل موعد الإفطار بدقائق، فلا بد له من الإفطار، وينبغي أيضا على مريض السكري الذي لا يصوم، أن يحتاط أيضا؛ لأنه معرض لبعض التعقيدات هو الآخر إن لم يلتزم بحميته أو بعلاجه؛ كأن يأكل مع العائلة، وبالتالي فالمراقبة الدورية لمرضى السكري إجبارية.
هل أفراد العائلة معنيون أيضا بمراقبة مريض السكري؟ طبعا تظهر أهمية مراقبة العائلة لمريض السكري، وتحديدا للذي يصوم، فقد لا يتفطن لحالته ولا يشعر بأعراض انخفاض أو ارتفاع السكر، من أجل هذا يقع على عاتق أفراد العائلة إقناع المريض بعدم الصوم إن منعه الطبيب، وأن يشرفوا على مراقبته طيلة اليوم، وتحديدا في الفترة الممتدة بين صلاة العصر وقبل المغرب؛ لأنها الفترة التي يظهر فيها الإرهاق والتعب على الصائمين عموما.
ما هي أهم التوجيهات الغذائية لمريض السكري الذي يصوم؟ ينبغي على مريض السكري الذي يصوم، أن يؤخر فترة السحور ما أمكنه ذلك وأن يعتمد على الأغذية الخفيفة. الأمر الثاني ينبغي له أن يتجنب، قدر الإمكان، تناول الأغذية التي تحوي نسبا عالية من السكر وأن يعوّضها بالفواكه. وينبغي له أيضا أن يتجنب أكل الأغذية الغنية بالدهون في أوقات متأخرة من الليل، وأن يتناولها خلال الإفطار وأن يكثر من شرب الماء ليتجنب التعرض للجفاف، وتحديدا للمرضى الذين يعانون من إمكانية ارتفاع نسبة السكري وكذا الأشخاص المسنين، الذين عادة ما يقلّلون من شرب الماء في هذه المرحلة العمرية.
ماذا عن صلاة التراويح لمرضى السكري؟ صلاة التراويح لا تشكل أي خطورة على مريض السكري، بل بالعكس، يُنصح مريض السكري بأن يصليها؛ لأنها تقلل نسبة السكري بعد الإفطار؛ أي أنها تحقق التوازن؛ كونها نشاطا فيزيائيا ضروريا له إلا إذا كان الصائم شخصا مسنا فينبغي له تجنبها.
ما أهم شيء ينبغي على مريض السكري الصائم يتجنبه؟ ينبغي على مريض السكري أن يتجنب القيام بأي نشاط عضلي قبل موعد الإفطار. ولمن يحب ممارسة الرياضة عليه بها بعد الإفطار. وينبغي أيضا على المريض تجنب النوم بعد موعد العصر وأن يراقب نسبة السكري في دمه باستمرار.