هي الركن الثاني من أركان الإسلام، تأتي بعد الشهادتين وقبل الزكاة، الصيام والحج، فرضها الله على المسلم حتى تكون الوسيلة الأقوى للتقرّب منه عز وجل، وهي عماد الدِّين وعموده لقوله صلى الله عليه وسلم: رأس الأمرِ الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، لقوله عز وجل: «اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. (العنكبوت الآية 45)، كما أن هناك ما يدلّ على فضل الصلاة ووجوبها ووجوب الاستعانة بها في قوله تعالى: «إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا».(سورة النساء الآية 103)، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أحزنه أمرٌ فزع إلى الصلاة ليجد فيها الراحة والطمأنينة، وكان صلى الله عليه وسلّم يقول لمؤذنه بلال: «أرحنا بها يا بلال». فلا عجب إذا أن تكون الصلاة قُرّة عين المسلم، فترتاح بها نفسه، وتصبح سبب سعادته ونجاته في الدنيا والآخرة. ونحن في شهر الصيام، تطفو ظاهرة إيجابية نلاحظها في اكتظاظ المساجد وتهافت الناس على أداء الصلوات الخمس في وقتها، والتمسك بصلاة التراويح، لكن ما إن ينتهي الشهر حتى ترجع «ريما إلى عادتها القديمة»، كما يقال، ويصبح التهاون في أداء الصلوات الطاغي على العديد من أفراد المجتمع بحجج كثيرة منها: العمل، المشاغل والمشاكل، فكل تارك للصلاة يأتي بحجة واهية يبرّر بها إهماله لصلاته؟ في حين لا مبرّر مقبول ليقطع العبد علاقته بربه وإن كان الله غنيا عن العالمين والعبد هو الفقير لرحمة ربه، كرمه، عطفه، مغفرته وثوابه، وكلّها أمور لن نجنيها إلاّ إذا عدنا إلى الصلاة ورفعنا بعد انقضائها أيدينا إلى السماء متوجهين لرب لا يخيَّب لديه الرجاء.. شهر كريم أتى ليغرس فينا العادات الحسنة ويمنحنا مفاتيح خير كثيرة، منها الصلاة، فاتحة باب النجاة وأول ما يسأل عنه المؤمن في قبره، فمن ضيعها في الدنيا ضاع في الآخرة ومن حافظ عليها كانت له نورا، برهانا ونجاة يوم القيامة. ولا ننسى أنّ في ترك الصلاة سبب لغضب الله وسخطه، إذ توعد الله المتهاونين في صلاتهم بالويل والعذاب في قوله: «فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ 5.» (الماعون 4 -5 ). وبلغ حد أهمية الصلاة نفيه صلى الله عليه وسلّم صفة الإيمان عن تاركها بقوله: «لا إيمان لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له»، فينبغي علينا التمسك بعماد الدين وغرس حبها في نفوس أطفالنا ليشبوا ويشيبوا على ما كانت آخر وصية للرسولِ صلى الله عليه وسلم في سكرات الموت.