الصلاة من العبادات المهمة التي أوصى بها الله عز وجل ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم لأنها الصلة الوحيدة بين العبد وربه وكانت آخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سكرات الموت: (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم). ومن أدعية القرآن الكريم التي اهتمت بفريضة الصلاة قوله تعالى: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء)، دعاء من العبد لله سبحانه وتعالى بأن يجعله محافظاً على الصلاة مقيماً لها ولحدودها هو وذريته مؤدياً ما فرضه الله عليه من فريضة الصلاة، ولذلك أكدت الآية الكريمة هذا الدعاء بأن يتقبل الله تعالى دعاء وسؤال عبده بأن يقيم الصلاة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه في صلاة قيام الليل ويقول: (اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وعظم لي نورا)، وكان يدعو ربه وهو راكع ويقول: (اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي). شأن الصلاة والإسلام عظم شأن الصلاة ورفع ذكرها وأعلى من مكانتها فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، والصلاة أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله)، والصلاة الفارق بين المسلم والمشرك قال تعالى: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة). والصلاة حاجز بين العبد والمعاصي قال تعالى: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)، يحثُّ الله تعالى عباده المؤمنين على تلاوة القرآن الكريم واتِّباع ما أنزل به وإقامة الصلاة لفضلها وشرفها وآثارها الجميلة فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، بالإضافة إلى أن الصلاة لها مقصود وفائدة أكبر، وهي ذكر الله بالقلب واللسان والجسد لأن الله تعالى خلق الخلق لعبادته وأفضل عبادة تقع منهم الصلاة التي تشترك فيها كل الجوارح. والصلاة لها فضائل كبيرة منها أنها كفارة للخطايا والذنوب قال تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)، ومن فضل الصلاة أيضاً أنها نور للعبد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السموات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها). مواقيت والصلاة يجب أن تؤدى في أوقاتها المحددة شرعا قال تعالى: (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)، وأداء الصلاة في وقتها من أحب الأعمال إلى الله. عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها) قال: ثم أي قال: (ثم بر الوالدين) قال ثم أي قال: (بر الوالدين) قال: ثم أي قال: (الجهاد في سبيل الله). وحث الإسلام على وجوب أداء الصلاة في المساجد قال تعالى: (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ودَّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا)، فبينت الآية وجوب صلاة الجماعة في حال الحرب ففي حال السلم من باب أولى. وجاء في ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل قلبه معلق بالمساجد وبيوت الله من دخلها فقد حل ضيفاً على ربه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسجد بيت كل تقي وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة)، والخشوع في الصلاة ضرورة لقبول الصلاة قال تعالى: (قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون).