يبدو أن الهدوء الذي يعرفه بيت مولودية وهران في هذه الفترة، ما هو إلا مؤشر عن عاصفة قادمة قد تعصف بكل ما قامت به إدارة الرئيس يوسف جباري من جهد في هذه الصائفة رغم كل الانتقادات التي كانت عرضة لها، خاصة فيما يتعلق بعملية الانتدابات، حيث أفادت مصادر قريبة من محيط الفريق عن خلافات مستترة، بدأت تظهر للعلن شيئا فشيئا بين تكتلي الرئيس جباري ونائبه العربي عبد الإله. وإذا كانت هذه المصادر تُرجع ذلك إلى أمور تخص يوميات التعداد لم يتفق بشأنها الغريمان السابقان، إلا أن ألسنة تتحدث عن رفض عبد الإله لأي خطوة من جباري ترمي إلى تقربه مجددا من بلحاج أحمد المعروف ب ”بابا”، لأن ذلك يعني من منظور عبد الإله، سحب البساط من تحت رجليه هو وجماعته، تنفيذا لشرط ”بابا”، القاضي بتوقيف جباري لتعامله مع نائبه ومسيّرين آخرين. وإلى غاية معرفة تصرف رئيس مجلس الإدارة مع مقربيه في الأيام القليلة القادمة، فإن لقاء جباري ب«بابا” تم أول أمس، وشدّد هذا الأخير فيه على جلب ووضع كل عضو في مجلس الإدارة، لمبلغ مليار سنتيم فوق الطاولة، وهذا خدمة لمصلحة المولودية، حسب قول صاحب مركّب ”مزغنة”.
حدو يعيّن مشري وجباري يصر على جبور هذا المشكل الرئيس تناسلت منه مشاكل أخرى تسييرية، وتتعلق بيوميات الفريق، حيث سيكون يوسف جباري مجبرا على الحفاظ على هيبة قرارات مجلس الإدارة وهيبته هو كرئيس له، وذلك من خلال إقناع مسؤول الفئات الصغرى حدو الهواري، بالعمل مع جبور زكرياء، الذي كان عيّنه جباري مديرا تقنيا للفريق، غير أن حدو واجه مسؤوله الأول بتعيينه للاعب الدولي السابق وللمولودية مشري بشير في هذا المنصب، لتصبح الفئات العمرية برأسين، فأيهما سيضحي به في خضم القبضة الحديدية بين المسيّرين؟
بوڤرة: ”أخيّر جباري بين أموالي أو ”الفيفا” وسيكون جباري مرغما على مواجهة تهديد اللاعب فؤاد بوڤرة، بنقل قضيته إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ما لم يبقض أجور ثلاثة أشهر على الأقل من مستحقاته العالقة، رافضا طلب إدارة مولودية وهران فسخ عقده مع فريقها، والاقتناع بأجرة شهر واحد: ”لقد أخذت كل احتياطاتي حتى أنال حقوقي التي يريد يوسف جباري هضمها، ولن أتنازل عنها مهما كلفني ذلك من ثمن، وليعلم جيدا أن عقدي لايزال ساريا إلى غاية شهر جوان 2014، والأدهى أن جباري لم يملك حتى الشجاعة لكي يواجهني ويقترح عليّ نيل أجرة شهر واحد فقط، بل أوكل وسيطا لإبلاغي بذلك، وأنا أرد عليه إما أموالي أو ”الفيفا”، ولن أتراجع خطوة واحدة إلى الوراء عن قراري، فعيب كبير أن تحرمني الإدارة حتى من مكان أبيت فيه! فكل المحيطين بالفريق يريدون نصيبه ونسبته خاصة مع اللاعبين الجدد المستقدَمين، فما وقفت عنده ورأيته في فريق مولودية وهران في الفترة التي قضيتها فيه لم أشاهدها في أي فريق آخر، ولا أظن أنها تحصل في أي ناد في العالم!”.
فتنة سفرية تونس وأموال ”نجمة” لم تظهر للعيان بعد وجريا على عادتها مع اقتراب كل تربص تجريه خارج الوطن، تجد إدارة الرئيس جباري صعوبة كبيرة في حسم موقفها وضبط عدد أعضاء الوفد الذي سينتقل إلى تونس للتربص هناك، ففي الوقت الذي أخطرت مديرية الشباب والرياضة الإدارة بأنها مستعدة للتكفل بنفقات 35 عضوا، تريد هذه الأخيرة انتقال 37 شخصا إلى الأراضي التونسية، وذلك بسبب كثرة الطامعين في نيل سفرية مجانا دون مراعاة الضرر الذي سيلحق بسمعة الفريق، فحتى عدد اللاعبين لم يُضبط بعد بسبب عدم رسو المسيّرين على قائمة بعينها تخص المسرّحين، وهي القائمة التي تتبدل كل يوم رغم تصريح نائب الرئيس العربي عبد الإله بأن الوفد الوهراني إلى تونس سيضم 28 لاعبا، وهو نفس المصدر الذي أفاد بأنه تم تقديم تاريخ هذا التربص بثلاثة أيام؛ حيث سينطلق يوم ال25 جويلية الجاري ويسدل الستار عنه يوم 5 أوت القادم. وكان عبد الإله عاد خائبا من العاصمة، وهو الذي كان يمنّي النفس ومعه باقي المسيّرين، بالحصول على مليار و600 مليون سنتيم، يمثل القسط الأول من المبلغ الإجمالي للعقد الجديد لتمويل مؤسسة متعامل الهاتف النقال ”نجمة” للمولودية، والذي يقدّر بثلاثة ملايير سنتيم.
عوامري ”حمراوي” والركائز تعود للتدريبات ومقابل هذه المشاكل والخيبات يُحسب لجباري ومعاونيه نجاحهم في انتداب المدافع المحوري محمد الأمين عوامري، وبالأجر الشهري الذي اقترحوه هم عليه (90 مليون سنتيم عوض 110 ملايين، كما رغب اللاعب)، وكذلك إقناع ثلاثة من ركائز الفريق بالعودة إلى التدريبات، ويتعلق الأمر بمازاري شكيب أرسلان، بورزامة شفيق، براجة الصديق الذي وافق على تمديد صبره بشأن مستحقاته العالقة، لكن دون الجديدة التي سيتحصل على ثلاثة أشهر منها، وفريد بلعباس الذي تلقّى مستحقاته كاملة وجدد لموسمين آخرين. وقد عبّر المدرب سوليناس عن ارتياحه لاكتمال التعداد، الذي قال بأنه سيمكّنه من مباشرة العمل التكتيكي، والإسراع في خلق الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد الاثني عشر (12) المستقدَمين. وقد باشر الوقوف على إمكانيات أشباله، وقياس عمله التحضيري الذي خصصه لهم طيلة الأيام العشرة الماضية، بإجراء لقاء تطبيقي أول أمس بملعب أحمد زبانة، لتعويض اللقاء الودي التحضيري الذي كان طالب به الإدارة، لكنها اصطدمت بعدم جاهزية غالبية الفرق، كما برّر ذلك فريقا شباب تموشنت وترجي مستغانم.