كانت حملة جمع الدم التي تم إطلاقها خلال شهر رمضان عبر مساجد قسنطينة في عملية تضامنية، أشرف عليها المركز الولائي لجمع الدم بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية، ناجحة إلى أبعد الحدود، بعدما تم تسجيل مردود كمي ونوعي لا بأس بهما، حيث تم جمع كمية من الدم التي من المفروض أن تلبي حاجيات المرضى عبر المستشفيات والعيادات متعددة الخدمات والمراكز الصحية الجوارية خلال الفترة القادمة. وقد انطلقت العملية في الثالث من شهر رمضان، لتشمل جلّ المساجد عبر قسنطينة، حيث تم خلال هذه العملية التضامنية الواسعة جمع 2600 كيس، بفضل المساهمة الكبيرة من طرف المصلين المتطوعين، الذين وصل معدل تبرعاتهم بين 50 و60 مصليا في المسجد الواحد. وبرمج المركز الولائي لجمع الدم بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، زيارة مسجدين إلى ثلاثة مساجد في الليلة الواحدة، حيث كانت العملية تنطلق بعد صلاة العشاء، لتمتد إلى ما بعد صلاة التراويح وتصل أحيانا عندما يكون عدد المتبرعين كبيرا، إلى أولى ساعات الصباح. وسجل المركز الولائي لجمع الدم بقسنطينة بارتياح عملية جمع الدم خلال شهر رمضان الفارط والتي تعدت نسبة السنوات الفارطة، أين تم تسجيل معدل حوالي 2000 متبرع، ورغم هذه الأرقام المشجعة، فإن الطلب يبقى في تزايد على الدم حسب المسؤولين بمركز الدم، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالصفائح الدموية التي لا تزيد مدة حفظها على 5 أيام، والتي تشهد طلبا كبير خاصة بمصلحة أمراض الدم، السرطان والتوليد، حيث يحتاج مريض واحد من المصابين بسرطان الدم -حسب الأطباء- إلى حقنة بها صفائح 8 متبرعين على فترتين في اليوم الواحد، ما يجعل حياة مريض واحد من مرضى سرطان الدم مرتبطة بتبرع 16 شخصا يوميا. كما تطرح قضية الفصائل الدموية السلبية نفسها بحدة -حسب الأطباء- خاصة وأن الخرجات اليومية لفرق جمع الدم، أثبتت أنه لا يتم العثور على متبرعين من أصحاب الفصائل الدموية السلبية خاصة فصيلة (0) سلبي إلا نادرا، حيث تشير الإحصائيات أنه ومن بين 200 متبرع لا يوجد من بينهم سوى 4 إلى 5 من أصحاب الفصائل السلبية. للإشارة، فقد احتلت قسنطينة خلال السنوات الفارطة المرتبة الأولى وطنيا، فيما يخص حصيلة جمع الدم السنوية، بفضل المجهودات التي يقوم بها المركز الولائي لجمع الدم، وتضافر جهود العديد من القطاعات.