لم يكن الرسم على النحاس من اهتمامات الشاب الياس عبد اللاوي، غير أن الصدفة جعلته يحتك ببعض الحرفيين الممتهنين لهذه الحرفة، وسرعان ما أتقنها وبرع فيها، واليوم يشرف على رسم لوحات بمواضيع مختلفة استقطبت اهتمام الجمهور المحب لهذا الفن, وعن بدايته مع فن الرسم على النحاس.. اهتماماته والصعوبات التي واجهته، حدثنا الفنان في هذه الأسطر.. التقت “المساء” بالحرفي الياس في معرض الصناعات التقليدية الذي أقيم مؤخرا بساحة البريد المركزي، وعن بدايته قال: “لم أوفق في إتمام مشواري الدراسي، فقررت البحث عن بعض الفرص للتكوين، وعملت في مجالات متعددة إلى أن التقيت يوما ببعض الحرفيين الذين امتهنوا فن الرسم على النحاس، وبحكم أنني كنت عاطلا عن العمل، وجهوا لي دعوة لتجريب هذا النشاط”. وأضاف؛ “في الحقيقية لم أفكر في الرفض أو القبول، وإنما قررت مباشرة خوض التجربة على الرغم من الصعوبات التي واجهتني، لأنني لا أملك ميولات فنية وأجهل خبايا هذه الحرفة، إلا أنني اجتهدت لفهم هذا الفن وإتقانه على الأقل لأكون فردا منتجا، واليوم في رصيدي ثلاث سنوات في مجال الرسم على النحاس، وأحاول في كل مرة أن أبدع ما أعده من لوحات. لا يجد الحرفي صعوبة في اختيار المواضيع التي يعتمدها لإعداد لوحاته، حيث يقول: “لدينا على مستوى الورشة ألبوما خاصا بمجموعة متنوعة من المواضيع، إذ نختار منها المواضيع التي عادة ما يحبها الزبائن، على غرار صور للقصبة العريقة، أو لمدينة الجزائر القديمة، أو بعض صور المرأة الجزائرية ب«الحايك”، إلى غيرها، كما أعتمد أيضا على ما توحي به مخيلتي من مناظر، لأن بعض الزبائن يبحثون في كثير من الأحيان عن لوحات تتضمن أفكارا مختلفة. يتطلب إعداد لوحة فنية مرسومة على ورق من النحاس، اتباع بعض المراحل، حسب الياس الذي قال بأن أهم ما ينبغي أن يتوفر لدى الحرفي الذي يرسم لوحات على النحاس؛ مادة النحاس في شكل ورق، وعموما هذه المادة الأولية متوفرة، بعدها نعمل على رسم المنظر الذي تم اختياره بالاعتماد على أسلوب الضغط على النحاس لإبرازه، ويستغرق العمل حوالي أربعة أيام لإنهاء اللوحة، غير أن الخصوصية التي تميز هذه اللوحة أنها توحي لمن ينظر إليها بأنها من عمل الآلة، إذ يبرز الشكل المرسوم كأنه خارج عن اللوحة، وهو ما يشد الناس إلى هذا النوع من الأعمال. وفي رده عن سؤالنا عن مدى انتعاش بيع هذا النوع من اللوحات، أفاد محدثنا أن عمل الحرفي للأسف الشديد مرهون ببعض المعارض التي تقام في فصل الصيف؛ “يقصدنا الزبائن لاقتناء مثل هذه اللوحات بغية تقديمها كهدايا، أو بعض المغتربين الذين يحبون اللوحات التي تحوي رسومات تعكس تراث وأصالة مجتمعنا”. يتطلع الحرفي الياس، بعد أن أتقن حرفة فن الرسم على النحاس، إلى الحصول على بطاقة حرفي ليستفيد من مختلف الامتيازات التي توفرها هذه الأخيرة، ويتمنى أن تولي الجهات المعنية اهتماما أكبر بالحرفيين من خلال تأمين فضاءات واسعة لهم، بغية الاحتكاك بالمواطنين وعرض إبداعاتهم.