قامت مصر بتأجيل ثلاثة مهرجانات سينمائية دولية هامة، بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي تكابدها في الظرف الراهن، ويتعلق الأمر بكل من الدورة ال29 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، والدورة السادسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية. قررت وزارة الثقافة المصرية تأجيل الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، التي كان من المقرر عقدها في شهر نوفمبر المقبل إلى الموعد نفسه من العام القادم 2014. وقال بيان من الوزارة إن “مجلس إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، اجتمع بحضور صابر عرب وزير الثقافة والناقد سمير فريد رئيس المهرجان، وقرر بالإجماع وضع أسس جديدة، أوّلها أن يتم عقد الدورة الجديدة في نفس موعدها العام القادم” دون أي إشارة إلى عقدها هذا العام؛ بما يعني تأجيل المهرجان. وقرّر مجلس إدارة المهرجان، حسب البيان، “إقامة سوق القاهرة للأفلام بواسطة غرفة صناعة السينما، وأن يستمر المهرجان طوال العام في تنظيم برامج سينمائية. وقال سمير فريد رئيس المهرجان قبل أيام، إنه من المتوقَّع تأجيل المهرجان دورته لهذا العام بسبب الكثير من المعوقات، بينها الظروف السياسية والأمنية في مصر إضافة إلى عدم تجهيز أفلام ومسابقات وفعاليات الدورة وغيرها من التفاصيل الفنية، التي لا يمكن أن تكفي الفترة المتبقية قبل موعد المهرجان لإنجازها. وعوض مجلس إدارة مهرجان القاهرة، في اجتماعه الأخير، تنظيم ثلاثة برامج جديدة ضمن فعالياته، هي “آفاق السينما المصرية”، وتنظّمه نقابة المهن السينمائية للأفلام المصرية والعربية و«أسبوع النقاد” للمخرجين الجدد من كل الدول، وتنظمه جمعية نقاد السينما عضو الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية “فيبريسي”، وبرنامج “سينما الغد” للأفلام القصيرة من كل الدول، وينظمه اتحاد طلبة المعهد العالي للسينما. جدير بالذكر أنه تأجلت طبعة 2011 بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها مصر في أعقاب الثورة على الرئيس الأسبق حسني مبارك، بينما عُقدت العام الماضي وسط تشديدات أمنية مكثفة وتقليل أيام المهرجان وإقامة حفل ختام محدود وبلا فعاليات فنية. وقرّرت اللجنة العليا لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، تأجيل موعد إقامة الدورة التاسعة والعشرين للمهرجان، لتقام من التاسع من أكتوبر القادم وحتى الرابع عشر من الشهر خلال احتفالات مصر بالعيد الأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة. وقال الناقد الأمير أباظه رئيس المهرجان، إنه ستقام احتفالية بهذه المناسبة تتناسب مع الحدث العظيم، الذي أعاد العزة والكرامة لكل الشعوب العربية. وكشف أباظه أن احتفالية المهرجان بانتصارات أكتوبر، تتضمن ندوة بعنوان ملحمة العبور.. لماذا لم تصور سينمائيا؟ ويشارك فيه خبير عسكري مع مدير التصوير محمود عبد السميع ومدير التصوير المخرج سعيد شيمي والمخرج الكبير داود عبد السيد، الذين شاركوا في تصوير الحرب أثناء العمليات. ويدير الندوة الكاتب مجدي صابر. وبخصوص مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، فقد قرر مجلس إدارتها تأجيله وأنشطة المهرجان إلى مطلع العام القادم؛ بسبب الظروف السياسية والأمنية في مصر. وقالت ماجدة واصف رئيسة المهرجان، إنه تَقرر تأجيل موعد انعقاد المهرجان من شهر سبتمبر 2013 إلى الفترة من 19 إلى 25 جانفي 2014؛ نظرًا للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد. وعقد المهرجان دورته الأولى في شهر سبتمبر من العام الماضي، بحضور نحو 40 من السينمائيين الأوروبيين إضافة إلى عدد كبير من السينمائيين المصريين.