التحق تلاميذ مختلف الأطوار التعليمية لولاية الجزائر، صباح أمس، بمقاعد الدراسة بعد عطلة دامت قرابة ثلاثة أشهر، وقد جندت مديريات التربية لولاية الجزائر كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذا الموعد مع تنفيذ الإجراءات الجديدة الخاصة بالدخول المدرسي 2013 /2014 من خلال توفير أدراج خاصة لتلاميذ الطور الابتدائي لتخفيف ثقل المحافظ مع تخفيض ساعات التدريس بالنسبة للطور الإكمالي.وحسب مدير التربية للجزائر وسط، السيد سليمان مصباح، فإن 50 بالمائة من تلاميذ المقاطعة استفادوا من الكتاب المدرسي بصفة مجانية، من جهته، أكد مدير التربية للجزائر غرب، السيد ساعد زغاش، عدم تسجيل مشكل التأطير التربوي والاكتظاظ في أقسام التعليم الثانوي. تنقل مدراء التربية للمقطعات الثلاث لولاية الجزائر لمتابعة مجريات الدخول المدرسي 2013 /2014 والتقرب من المؤطرين وممثلي أولياء التلاميذ للاستماع لانشغالاتهم وطمأنتهم بخصوص الاهتمام بعدة مشاكل خاصة تلك المتعلقة بتخوف الأساتذة من اكتظاظ الأقسام، أو ما تعلق بتخفيف ساعات التدريس. وقد شارك مدراء التربية التلاميذ متابعة الدرس النموذجي الأول الذي تم إلقاؤه عبر جميع أقسام الأطوار التعليمية حول استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال وأهمية هذه التكنولوجيات في الحياة اليومية لكل تلميذ، مع الحرص على ضرورة الاستغلال العقلاني لهذه التكنولوجيات لتنويع المعرفة والثقافة عند الطفل. وفي هذا الشأن، صرح السيد سليمان مصباح ل«المساء" أن اختيار هذا الموضوع تم على خلفية الاهتمام الكبير للطفل بتكنولوجيات الاتصال الحديثة وعالم الانترنت وهو ما جعل الوزارة تدرس مادة الإعلام الآلي في منهاج التدريس. وبخصوص توفير الكتاب المدرسي، أشار السيد مصباح الذي أشرف أمس على افتتاح السنة الدراسية من المدرسة الابتدائية "قاريدي 2" إلى توزيع 50 بالمائة من الكتب المدرسية على تلاميذ العائلات المعوزة وكذا تلاميذ الطور التحضيري والسنة الأولى ابتدائي بالإضافة إلى أبناء قطاع التربية الوطنية. أما فيما يخص منحة التمدرس التي أقرها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، بقيمة 3 آلاف دج فقد استفاد منها 26 ألف تلميذ بالجزائر وسط، فيما تم تجهيز أقسام بعض المؤسسات التربوية بأدراج خاصة تسمح للتلاميذ بترك كتبهم في القسم عوض نقلها إلى البيت خاصة الكتب ذات الحجم الكبير. وفي هذا الشأن، أكد السيد مصباح توجيه تعليمة لكل مدراء المؤسسات التربوية ليسمح للتلميذ بترك حقيبته في القسم عوض نقلها إلى البيت بين الفترة الصباحية والمسائية. وعن إشكالية اكتظاظ الأقسام التي طرحت بشدة السنوات الفارطة، أكد مدير التربية أن الأمر غير مطروح بالنسبة لمقاطعته التي شهدت أمس عودة 156 ألف تلميذ، مشيرا إلى توقع استلام أربعة مجمعات مدرسية في الابتدائي وثانوية واحدة خلال الأيام القليلة القادمة، بالإضافة إلى استلام خمسة مطاعم وتجهيز مساحات جديدة للنشاط الرياضي. من جهتها، تمكنت مديرية التربية للجزائر شرق من معالجة مشكل الاكتظاظ فيما تبقى حالات "نسبية" ببعض أقسام المؤسسات التربوية، حيث أكد مفتش التعليم الابتدائي بالمقاطعة السادسة للدار البيضاء، السيد توات سليمان، أنه تم هذه السنة تخفيض معدل التلاميذ في القسم إلى 30 تلميذا عبر 10 مدارس ابتدائية بعد استلام عدد من المؤسسات التربوية بالأحياء الجديدة خلال سنتي 2010 /2012 منها حي زرهوني مختار ببلدية المحمدية الذي يتوفر لوحده على 4 مدارس ابتدائية، لتبقي حالات الاكتظاظ نسبية وستتم معالجتها خلال الأسبوع الأول من انطلاق الموسم الدراسي الجديد تنفيذا لتعليمات وزارة التربية الوطنية. وعن مميزات الدخول المدرسي بمقاطعة الجزائر- شرق أشار السيد توات إلى تسجيل ارتفاع طلبات تحويل التلاميذ وتأخر عمليات التسجيلات لدى البعض الآخر، مرجعا الأمر إلى الأحياء الجديدة التي تم إنشاؤها بالمقاطعة وهو ما فرض تمديد التسجيلات لأيام أخرى، من جهته أكد مدير متوسطة عبد الحميد بوحاجي أن التحويلات تجرى وفق ماتتضمنه المناشير الداخلية لمديرية التربية، فالأسبقية لمن غيروا مقرات إقامتهم ثم الذين يعانون من بعد مسافة مقرات إقامتهم عن الاكمالية. أما فيما يخص ظروف استقبال تلاميذ البلديات الغربية فأكد مدير التربية للجزائر- غرب، السيد زغاش، لدى إشرافه على انطلاق السنة الدراسية بثانوية العقيد لطفي ببلدية أولاد فايت، أنها كانت عادية باستثناء بعض المناطق التي شهدت إنجاز أحياء سكنية جديدة منها بلديات الشراقة ودرارية التي سجل بها ضغط على مستوى الثانويات، غير أن هذه الوضعية ستسجل فقط خلال الأسبوع الأول من السنة الدراسية في انتظار تسلم ثانويتي السبالة والشراقة الجديدتين، ومن المنتظر أن يتدعم قطاع التربية بالجهة الغربية للعاصمة خلال السنة الدراسية ب27 مؤسسة تربوية في إطار البرنامج الخاص. وبالنسبة لإشكالية العجز في التأطير الذي تعاني منه مديرية التربية للجزائر- غرب بسبب عدم إجرائها لمسابقة التوظيف شهر أوت المنصرم لأسباب تنظيمية، أكد المسؤول الأول اتخاذ كل الإجراءات البديلة لمواجهة العجز من خلال اللجوء إلى الاستخلاف في المناصب البيداغوجية، في انتظار الضوء الأخضر من مصالح الوظيفة العمومية لتنظيم مسابقة التوظيف التي تم الانتهاء من التحضير لها وتسجيل كل المترشحين لإجرائها.