شرعت مراكز التكوين المهني بولاية الجزائر في تجسيد برنامج إعلامي لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب البطالين، حيث برمجت عدة أبواب مفتوحة حول التمهين مثل تلك المقامة بساحة البريد المركزي، المنتظر أن تستمر إلى 28 سبتمبر بعد أن كان مقررا ختامها في الثاني عشر من سبتمبر، وهذا بعد أن كانت نسبة الإقبال ضعيفة نوعا ما، حسبما كشفه ل “المساء” السيد محند حامة أستاذ مكون بمركز التكوين المهني “وريدة مداد” بالقصبة. حُدد يوم الدخول الرسمي إلى أقسام التكوين المهني والتمهين في الفاتح أكتوبر 2013، وقد تم تمديد أجل التسجيلات التي كان مقررا انتهاؤها الخميس المنصرم، بهدف منح الشباب الراغبين في الالتحاق بمؤسسات التكوين والتعليم المهنيين، فرصة الاستفادة من تكوين نوعي يؤهلهم للاندماج لاحقا في عالم الشغل. ومن المنتظر أن تعرف السنة التكوينية الجديدة استحداث تخصصات جديدة لفائدة المتربصين الجدد، وفق قدرات مراكز التكوين من حيث المقاعد البيداغوجية ووسائل العمل. ويُنتظر، حسب السيد محند حامة، استقطاب شريحة معتبرة من الشباب البطالين بمن فيهم العنصر النسوي، دون أن يعطي أي رقم معيَّن لهذا الأمر. وقال المتحدث إن هذه الأبواب المفتوحة تدخل في إطار الحملة التحسيسيّة والإعلامية التي يقوم بها قطاع التكوين المهني بصفة مستمرّة، لإطلاع المواطنين على إمكانات القطاع وإعلامهم بعروض وفرص التكوين التي يقدّمها، والامتيازات التي يمنحها لجميع شرائح المجتمع؛ من خلال التعريف بأنماط التكوين المتاحة بين الإقامي والتمهين والدروس المسائية وحتى تكوين النساء الماكثات بالبيت. وأردف يقول إن هذه التظاهرة تُعتبر بمثابة فضاء على الهواء الطلق، تُستعمل كخلايا لإعلام المواطنين، وتزويد الزائرين بمعلومات حول فرص التكوين المتاحة بمركزي حسيبة بن بوعلي بمطويات ودليل عروض التكوين، التي من شأنها إعلام الشباب حول مختلف فرص وامتيازات التكوين بالمؤسسة التي يقصدونها. وفي هذا الصدد، يشرح السيد محند حامة أنّه تم اعتماد إنجاز مطويات وملصقات صغيرة تحتوي على ظهرها عروض التكوين المختلفة التي يوفرها المركز للشباب الراغبين في التكوين، وذلك لضمان الوصول إلى جذب أكبر عدد من المتربصين؛ باعتبار أن التكوين أصبح بمثابة التأشيرة لولوج عالم الشغل من بابه الواسع. ومن جملة التخصصات التكوينية المقترحة بمركز حسيبة بن بوعلي الذي يعرض ما يزيد عن 200 مقعد بيداغوجي خلال الدورة المقبلة، تلك الموجهة لجمهور الشباب من 15 إلى 25 سنة من ذوي مستوى الرابعة متوسط إلى الثانية ثانوي تركيب وصيانة أجهزة التبريد والتكييف، ميكانيك إصلاح مركبات الوزن الخفيف، التركيب الصحي والغاز وكذلك ميكانيك تصليح بواخر الصيد واليخت، وهناك أيضا تخصص عون حفظ البيانات وتركيب وإصلاح النظارات، فيما تتنوع التخصصات الموجهة للشابات من 15 إلى 25 سنة ذوات المستوى الدراسي أقل من الرابعة متوسط، ما بين الحلاقة والطبخ العصري والتقليدي إلى الخبازة والفطائر. أما مدة التكوينات فتتراوح ما بين 12 شهرا إلى سنة. وعن مركز التكوين وريدة مداد فإن طاقته الاستيعابية تقدَّر ب 250 مقعدا بيداغوجيا، ويحتوي على 03 مخابر، 04 ورشات عمل و04 قاعات للدراسة، ويمنح تكوينات تتراوح ما بين 06 أشهر إلى 18 شهرا، وهي تتنوع ما بين صناعة الفخار، النقش على الخشب، صناعة الحلويات، اللباس التقليدي والشهرة. وتكون التربصات إما حضورية أو دروسا مسائية، وهناك تكوينات موجهة للمرأة الماكثة بالبيت، وكذلك مقاعد بيداغوجية جديدة لتكوين السجناء. كما تتحدث المعطيات عن تعزيز هياكل التكوين المهني بفتح مؤسسات جديدة للتكوين، لتضاف إلى تلك الموجودة مسبقا، وهذا في إطار دعم قطاع التكوين والتعليم المهنيين، وتكييفه مع حاجات عالم الشغل وجعل شُعبه تواكب الاحتياجات في مجال اليد العاملة المؤهلة وفي جميع التخصصات.