كشف رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الرزاق قسوم، عن إنشاء ثلاث مدارس نموذجية تابعة للجمعية بثلاث ولايات عبر الوطن هي العاصمة، قسنطينة وتلمسان، خاصة بالأطوار التعليمية الثلاثة أي من الابتدائي إلى الثانوي. كما أعلن رئيس الجمعية، من جهة أخرى، عن تنظيم منتدى خاص بالمنظومة التربوية قريبا. ودعت الجمعية في سياق آخر إلى إشراكها في صياغة نص الدستور المقبل. وأوضح الدكتور قسوم خلال ندوة صحفية عقدتها الجمعية بنادي الترقي بالعاصمة أن المدارس الثلاث ستقوم بالتعليم في جميع المواد وليس تعليم القرآن والتربية الإسلامية فقط، موضحا أن مصالحه تسعى إلى تجسيد هذا المشروع في أقرب الآجال الممكنة بعد أن استكملت إنشاء فروع للجمعية بجميع الولايات. وقال المتحدث إن المنظومة التربوية تعاني حاليا من عدة اختلالات لاسيما فيما تعلق بجانب تكوين المعلم وتحديد المنهاج، مشيرا في السياق إلى أن وزارة التربية الوطنية أخطأت عندما تخلت عن 60 معهدا لتكوين المعلمين بعد غلقها. وأوضح أن الجامعة لا تقوم بالتكوين وأن المعاهد المتخصصة هي التي تتكفل بهذه المهمة. من جانبه، أكد عضو الجمعية الدكتور عبد القادر فضيل أن وضع المنظومة التربوية ليس على ما يرام في بعض الجوانب منها التوجيهي والتنظيمي والمؤسساتي، مشيرا إلى وجود شبه إهمال في بعض هذه الجوانب مما يتطلب ضرورة الشروع في مناقشة مركزة حول هذا الموضوع. وأضاف المتحدث في هذا السياق أن الجمعية عقدت مؤخرا لقاء في هذا الشأن، شارك فيه مفتشون من قطاع التربية تمت دراسة عدة جوانب وقدمت اقتراحات، على أن يتم الإعلان عن النتائج المتوصل إليها في المنتدى المزمع تنظيمه لاحقا والذي ينتظر أن يتم خلاله تشريح وضعية المنظومة التربوية وتحديد مواطن الخلل والنقائص وتقديم الاقتراحات التي تراها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ناجعة. ولاحظ فضيل أن رئيس الجمهورية شكل لجنة لإصلاح المنظومة التربوية في سنة 2000 وبين آنذاك ما يجب القيام به على أساس مبادئ إلا أن ذلك لم يتم تنفيذه بصفة شاملة. وتطرق المتدخلون من أعضاء الجمعية خلال الندوة الصحفية، إلى جملة من النقاط تتعلق بآفاق الجمعية الإصلاحية وجهود لجنة الإغاثة التابعة لهذه الأخيرة داخليا وخارجيا من بينها إطلاق الحملة الوطنية لتحضير قافلة مخصصة للأدوية والأجهزة الطبية لفائدة قطاع غزة وأيضا استكمال بناء مستشفى الجزائر التخصصي بمدينة خان يونس بالقطاع وتجهيزه وإرسال وفود طبية للقيام بعمليات جراحية ومعالجة المرضى. كما استعرضوا موقف جمعية العلماء من بعض القضايا الوطنية والدولية. من جهة أخرى، دعت الجمعية إلى إشراكها في صياغة الدستور المقبل، مؤكدة على لسان أعضائها عن أملها في أن تؤخذ الاقتراحات التي أدلت بها خلال استقبالها من طرف لجنة التشاور التي نصبها رئيس الجمهورية برئاسة عبد القادر بن صالح، بعين الاعتبار، وأوضح رئيس الجمعية بقوله "لسنا سياسيين ولكننا نهتم بالشأن العام وبما يدور في الساحة من توجيهات سياسية وغير سياسية". وبخصوص الترشح للرئاسيات المقبلة، أكد الدكتور قسوم أنها ليست مع أي مرشح وإنما هي مع كل جزائري تتوفر فيه الكفاءة والانتماء الصحيح وغيرها من المبادئ الأساسية، مشيرا إلى أنها لن تخرج عن الثوابت الوطنية في اقتراحاتها في حال إشراكها في إثراء مشروع صياغة الدستور الجديد.