أصدرت وزارة الثقافة ممثلة بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي “بيانا”، عرضت فيه توضيحات وتفاصيل أكثر عن المشروع الكبير المتمثل في إنتاج فيلم حول الأمير عبد القادر، وفي هذا السياق، جاء في “البيان” أن وزارة الثقافة والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والشركة الأمريكية “سينما ليبر ستوديو” الكائن مقرها بهوليود، وقعت جميعها على اتفاق إنتاج مشترك لفيلم ملحمي ضخم تدور أحداثه حول أهم بطل وطني جزائري؛ هو الأمير عبد القادر، على أن يبدأ التصوير بالجزائر انطلاقا من شهر نوفمبر المقبل. وسيحمل الفيلم –حسب البيان- رسالة جوهرية بمضمون سياسي وعالمي تهدف إلى تجريم استغلال الشعوب لبعضها البعض من جهة، وتنادي بالتسامح الديني، وهي الرسالة التي كانت لها مكانة خاصة في قلب الأمير. كما ستتضمن قصة الفيلم التي كتبها زعيم خنشلاوي المتخصص في دراسة حياة الأمير عبد القادر، وكذا المتصوف، أثر حياة الأمير منذ وجوده بسوريا سنة 1860، حيث أعد الأمير جيشا جديدا سخرّه هذه المرة لإنقاذ ما يربو عن 12000 مسيحي، وهي مبادرة حظيت بترحيب كبير من رؤساء ووجهاء العالم، وأسبغت على الأمير اعترافا عالميا بحظوته. والفيلم سيخرجه الأمريكي شارل بورنت الذي أخرج عدة أفلام مهمة من بينها: “قاتل النعاج” و«ناميبيا” التي أثنى عليها النقاد، وفي هذا السياق، قال بورنت؛ إن إخراج هذا الفيلم لشرف وتحد في آن واحد، نظرا إلى أهمية الرجل الذي قل مثيله في العالم، لاسيما من خلال ما قدمه للبشرية جمعاء، مضيفا أنه حان الوقت ليتعرف الغرب ببطل أنجبه هذا الجزء من العالم. ويتألف الفريق الفني والتقني للفيلم من أهم القامات على الساحة الجزائرية، الأمريكية والأوروبية، حيث سيقتنص الفريق فرصة صنع هذا الفيلم لتسطير برنامج حول تدريب الجيل الصاعد من الفنانين والتقنيين الجزائريين، كما يرمي البرنامج إلى إتاحة أطور التقنيات المتعلقة بالسينما الحديثة للفنانين الشباب وإشراكهم في النهوض بصناعة السينما الوطنية. وسيتم إنتاج الفيلم من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وسينما “ليبر ستوديو”، وفي هذا السياق، صرح فيليب دياز أنه بالنظر إلى ما يجري في شتى أصقاع المعمورة، فإن صنع هذا الفيلم مهم جدا، مضيفا أن عبد القادر كان على قناعة بأن العالم سيتجه إلى الهاوية ما لم يدرك البشر أن ما نزل في الديانات السماوية هو ذاته، وأن الخلافات في هذا العالم يشعل فتيلها الاقتصاد وليس الدين، وفي قوله هذا عين الصواب. وفي الأخير، ذكرت وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، أن تاريخ الأمير عبد القادر عماد تاريخ الجزائر الحديثة دولة، أمة ومجتمعا، وهو قوام كفاح البشرية جمعاء في سبيل بناء عالم أقل تشاؤما وأكثر عدلا وتسامحا، يسود فيه احترام الإنسان لأخيه الإنسان، مضيفة أنه لا ريب في أن عدد الأفلام التي تستلهم موضوعها من حياة هذا الرجل العظيم يظل عددها قليل مهما كثر، بل أن العالم اليوم أحوج ما يكون إليها، ومن ثم فإن من دواعي الفخر والاعتزاز أن يكون لوزارة الثقافة الجزائرية الفضل في ميلاد أولى هذه الأفلام.