ألقى الاتفاق الروسي الأمريكي حول تسوية الأزمة السورية المتوصَّل إليه مؤخرا بمدينة جنيف السويسرية، بظلاله على المباحثات التي أجراها أمس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالقدس المحتلة. وقال وزير الخارجية الأمريكي في ختام مباحثاته مع نتانياهو، إن "التهديد الأمريكي باستخدام القوة ضد سوريا يبقى حقيقيا وقائما". وأضاف أنه "لا يمكن الحديث بعبارات جوفاء عندما يتعلق الأمر بمشاكل دولية"، في تصريحات بدت وكأنها رسالة طمأنة من واشنطن باتجاه حكومة الاحتلال بعد تراجع حظوظ القيام بعمل مسلح ضد سوريا. وكان اللقاء بين الرجلين مخصَّصا في الأصل لبحث العملية السلمية المستأنفة حديثا بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني برعاية أمريكية، غير أن عقده غداة اتفاق جنيف بين واشنطن وموسكو بإمهال النظام السوري أسبوعا واحدا لتقديم جرد مفصل عن ترسانته الكيماوية وأماكن تواجدها بغرض تدميرها، أخذ حصة الأسد في مباحثات الجانبين. ورغم أن كيري ركز في لقائه مع نتانياهو على ملف الأزمة السورية إلا أنه اجتمع مساء أمس بالقدس المحتلة، بالفريق التفاوضي الفلسطيني، الذي يضم صائب عريقات ومحمد أشتية. وقال مصدر فلسطيني رفض الكشف عن هويته، إن الوزير الأمريكي بحث مع عريقات سير المفاوضات مع إسرائيل وآخر تطورات نتائج الجلسات التفاوضية التي يعقدها المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون بشكل أسبوعي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الوفد الفلسطيني جدّد مطالبته بضرورة حضور الجانب الأمريكي في لقاءات التفاوض، "كوسيط راع وفاعل في المفاوضات". وكان وزير الخارجية الأمريكي التقى بالعاصمة البريطانية لندن في الثامن من الشهر الجاري، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي نقل له احتجاجات الجانب الفلسطيني على تصرفات الطرف الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بإعلان حكومة الاحتلال لمشاريع استيطانية ضخمة بالقدس المحتلة والضفة الغربية، بالتزامن مع إطلاق أولى جلسات مفاوضات السلام. كما احتج الرئيس عباس لدى كيري عن استمرار عمليات التهويد التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى الاعتداءات شبه اليومية التي تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني؛ من تقتيل واعتقال ومداهمات بالمدن والقرى ومخيّمات اللجوء ومصادرة الأراضي الفلسطينية وغيرها من الانتهاكات التي لا تزيد إلا في توتير الأجواء بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي كلها عوامل جعلت عدة أطراف فلسطينية وحتى مسؤولين في القيادة الفلسطينية نفسها، يصفون هذه المفاوضات بأنها مجرد مفاوضات "عبثية"، تريد من خلالها إسرائيل ربح مزيد من الوقت لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والتهويدية بفلسطين المحتلة.