تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رؤيته للوضع النهائي للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وذلك قبل أن تستأنف محادثات السلام بين الجانبين في واشنطن للمرة الأولى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. وقال عباس إنه لا يمكن أن يبقى مستوطنون إسرائيليون أو قوات حدودية في الدولة الفلسطينية المستقبلية وإن الفلسطينيين يعتبرون كل البناء الاستيطاني داخل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانوني. ويبدو أن هذه التصريحات القوية لم تلب آمال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن تبقى شروط المحادثات التي بدأت الليلة الماضية سرية. وقال عباس في تصريحات لصحفيين أغلبهم من المصريين إن الفلسطينيين لا يريدون في أي حل نهائي رؤية أي إسرائيلي على أراضيهم سواء كان مدنيا أو عسكريا، مضيفا أن الجانب الفلسطيني يوافق على وجود دولي أو متعدد الجنسيات مثلما هو الحال في سيناء ولبنان وسوريا. وفي الأثناء، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن فريقي المفاوضين الإسرائيلي والفلسطيني عقدا اجتماعا على مأدبة عشاء استمرت 90 دقيقة في واشنطن، ووصفت الاجتماع بأنه "مثمر وبناء". وقال مسؤول كبير بالوزارة: "كان اجتماعا مثمرا وبناء بين الطرفين.. فقد تشاركا بحسن نية وجدية في تحقيق الهدف". وأكد مسؤول أمريكي كبير قائمة المشاركين في مأدبة العشاء التي أقامها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمقر الوزارة لاستئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأرسلت إسرائيل وزيرة العدل تسيبي ليفني والمفاوض إسحاق مولخو لتمثيلها في المفاوضات، بينما يمثل الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات ومحمد اشتيه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. من ناحية أخرى، أعرب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن أمله في أن يتمكن الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي من استغلال الفرصة التي وفرتها الجهود التي بذلتها الإدارة الأمريكية بالتوصل إلى اتفاق سلام دائم وعادل وشامل، فيما قالت رئيسة الطاقم الإسرائيلي في المفاوضات مع الفلسطينيين تسيبي ليفني إن الاجتماع مع الطاقم الفلسطيني في واشنطن فجر اليوم الثلاثاء "اتسم بأجواء جيدة". واستأنف الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في واشنطن برعاية أمريكية، المفاوضات المباشرة المتوقفة بينهما منذ العام 2010، في حين دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجانبين إلى تقديم ما سماها تنازلات معقولة من أجل السلام.