سيوضع في متناول التلاميذ المكفوفين الممتحنين في الأطوار التعليمية الثلاثة ابتداء من السنة القادمة أسئلة مكتوبة مباشرة بطريقة البراي، من أجل ربح الوقت الذي يضيعه التلميذ في إعادة كتابة هذه الأسئلة التي تأتي مكتوبة بطريقة عادية من ديوان الامتحانات حيث يقوم الأستاذ الحارس بإملائها للمترشح المكفوف لإعادة كتابتها بالبراي حتى يتمكن من الإجابة. أعلن السيد جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني أن وزارته التي تتكفل بمراكز دراسة الأطفال المكفوفين اتصلت بوزارة التربية الوطنية واقترحت عليها كتابة أسئلة الامتحانات بطريقة البراي ابتداء من امتحانات السنة القادمة، وذلك في رده على انشغالات التلاميذ المكفوفين خلال زيارته إلى الإكمالية الجديدة بالعاشور حيث أجروا امتحان التعليم المتوسط. كما اشتكى هؤلاء التلاميذ من نقص الكتب المطبوعة بالبراي والمسموعة رغم أنه تم طبع 35 ألف كتاب بتقنية البراي هذه السنة. وشدد وزير التضامن الوطني على ضرورة التكفل الجيد على أكمل وجه بهؤلاء التلاميذ الذين يدرسون في إطار نظام داخلي بتوفير كل الإمكانيات الضرورية، خاصة وأنهم بعيدون عن أوليائهم، مشيرا إلى أن الحكومة خصصت ما قيمته 1.5 مليار سنتيم هذه السنة لتهيئة المركز بالوسائل الضرورية، في الوقت الذي اشتكى فيه أحد التلاميذ من غياب التدفئة في فصل الشتاء حيث دعا الوزير مدير المعهد للتكفل بذلك. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية الوطنية أصدرت تعليمة أول أمس، تنص على إلغاء الأسئلة المتكونة من رسومات فيما يخص المواد العلمية بالنسبة للتلاميذ المكفوفين في امتحان التعليم المتوسط كونهم لا يستطيعون الرسم بطريقة البراي، حيث يتم احتساب نقاطها في أسئلة أخرى. من جهة أخرى أكد السيد ولد عباس، على ضرورة الالتزام بالصرامة في الحراسة والتعامل مع المترشحين المعوقين كغيرهم من التلاميذ الآخرين للحصول على نتائج تعكس المستوى الحقيقي للتلاميذ الجزائريين" حتى لا يكون لنا جيلا فاشلا ". وسجلت الجزائر هذه السنة ارتفاع عدد التلاميذ المعوقين المترشحين لامتحانات التعليم الابتدائي، المتوسط والبكالوريا والذين قدر عددهم بأكثر من 1200 مترشح، علما أن هذا العدد لم يكن يتجاوز 100 مترشح قبل تسع سنوات. وترشح هذه السنة لامتحان شهادة التعليم المتوسط 18 تلميذا مكفوفا منهم 10 ذكور و8 بنات تلقوا تعليما داخليا بمركز الشباب المكفوف بالعاشور ينتمون لولايات الوسط كالجزائر، البليدة، المدية، تيبازة، وبومرداس. إلى جانب ترشح 14 تلميذا من مدرسة صغار الصم البكم بالجزائر، ليصل بذلك عدد المترشحين لهذا الامتحان من المكفوفين على المستوى الوطني إلى 207 مترشح. أما فيما يخص شهادة البكالوريا فستعرف مشاركة 255 مكفوفا بالإضافة إلى 795 آخرين اجتازوا امتحان شهادة التعليم الابتدائي على المستوى الوطني، حسبما أكده الوزير الذي ذكر بعدد الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا خلال السنة الماضية من هذه الفئة والذي وصل إلى 106 ناجح من بينهم طفلتان من الصم البكم نالتا الشهادة بامتياز بمعدل فاق 17 على 20 من مجموع 213 مترشحا. ويشرف السيد ولد عباس اليوم بوهران على تدشين الأنترنت بالبراي والمكتبة المسموعة لفائدة المكفوفين، حيث يقدر عدد هذه المكتبات حاليا ب 18 مكتبة ناطقة بثلاث لغات هي العربية، الفرنسية والإنجليزية وقدرت تكلفة تجهيزها ب 34 مليار سنتيم، ويوجد حاليا 18 مركزا للتكفل بهذه الفئة سيوسع إلى 25 مركزا خلال الدخول المدرسي المقبل.