قال الدكتور فوزي درار، مدير المخبر الوطني للأنفلونزا بمعهد باستور، انه تم تصريف مليون و100 ألف جرعة لقاح منذ بدء الحملة في 19 أكتوبر 2008، ومن المنتظر أن يتم استيراد جرعات إضافية إذا استمر الطلب على هذا اللقاح بالوتيرة المسجلة حاليا، وأكد ل "المساء" أن إحصائيات المخبر تشير إلى أن هناك 4 ملايين جزائري من الضروري جدا أن يلقحوا ضد وباء الأنفلونزا ومنهم مرضى السكري، القلب والربو وكل الذين يتجاوز سنهم 65 سنة. وقد نظمت أمس، الفيدرالية الوطنية للصحافيين بالتنسيق مع معهد باستور ومستشفى بني مسوس حملة تلقيح ضد الأنفلونزا لصالح الصحافيين خصص لها 250 جرعة، وترمي هذه الحملة الى تحقيق هدفين حسب المتحدث، الأول شخصي وهو تلقيح الصحافيين الذين يشتغلون في عدة مجالات تجعلهم عرضة للعدوى فيما يتجلى الهدف الثاني في إعلام المواطنين أن التلقيح ضد هذا الوباء مستمر في الزمن إلى غاية شهر فيفري عكس ما يروج بمجتمعنا من أن التلقيح ينتهي شهر ديسمبر على الأكثر، وهذا خطأ بحسب المختص. إذ ان إحصاءات المخبر الوطني للأنفونزا تشير إلى ان ذروة الإصابة بهذا الداء العام الماضي سجلت في أواخر جانفي 2007، وتأخرت الإصابة وسط المواطنين كثيرا وكانت لها تأثيرات كثيرة لعل أهمها الأثر الاقتصادي حيث يضطر المصاب بالأنفلونزا إلى التوقف عن العمل بسبب حدة الإصابة ما يعيق سير العمل بالمؤسسات ونفقات العلاج والتعويض بعدها، وهو ما يؤكد بالمقابل أهمية التلقيح. وقال الدكتور درار ان معهد باستور قام العام الماضي بحملة تحسيسية في ولاية البليدة لجس نبض المواطنين حول اللقاح المضاد للأنفلونزا، توصل من خلالها إلى ان المواطن غير واع بأهمية هذا اللقاح الذي يعتبره مجرد خطوة إضافية لا أهمية فيها، ناهيك عن ملاحظة ان العديد من المرضى المصابين بالسكري، أمراض القلب أوضيق التنفس والربو بحاجة ماسة للتلقيح ولكنهم لا يولون هذا التلقيح أية أهمية، وكذلك الحال بالنسبة للمسنين. ولا يتوجه نحو التلقيح الذاتي سوى القلة القليلة، وعليه ينظم المعهد هذه السنة حملات تحسيسية عبر الوطن لتلقيح المواطنين بدأت أول خطوة فيها أمس، بتلقيح الصحافيين في انتظار حملة أخرى بداية العام الداخل. من جهة أخرى، قال الدكتور درار ان كل الجزائريين بحاجة إلى تلقيح نظرا لان فيروس الأنفلونزا شديد العدوى ويمس كل الشرائح العمرية، مستشهدا بالولايات المتحدةالأمريكية التي قامت في 2007 بتلقيح المواطنين من 6 أشهر إلى 65 سنة وهدف السلطات المعنية في 2010 تلقيح كل المواطنين دون استثناء خاصة وان الدراسات العلمية أثبتت مؤخرا ان عطسة واحدة من مصاب بالأنفلونزا بإمكانها إصابة 150 شخصا أخر. بالمقابل قال الدكتور مهدي حسين، من معهد باستور ان الجزائر بدأت تسجل تقدما ملحوظا في التغطية الصحية للتلقيح ضد الأنفلونزا مستشهدا بعدد 750 ألف تلقيح العام الماضي والذي قفز هذه السنة منذ 19 أكتوبر لليوم إلى أكثر من مليون لقاح والعملية مستمرة، علما انه تم استيراد مليون و200 ألف جرعة ومن المرجح استيراد جرعات اضاقية. في انتظار تصنيع هذا اللقاح بالوطن في السنوات القادمة بحسب الدكتور درار الذي قال لنا ان معهد باستور بصدد إجراء مختلف الدراسات بالتنسيق مع مخبر أجنبي من أجل الإلمام بكل الظروف الكفيلة لإنجاح هذه الخطوة مستقبلا. وأكد المتحدث على أهمية الحملات التحسيسية في التعريف بأهمية التلقيح ضد الأنفلونزا لصالح المواطنين وحتى لصالح الصيادلة الذين "يعتقد أغلبهم ان التلقيح يستمر من أكتوبر إلى ديسمبر لا غير، وهذا خطأ". وتصل مضاعفات الإصابة بالأنفلونزا حد الوفاة بالنسبة للمصابين ببعض الأمراض المزمنة مثل الربو، السكري وأمراض القلب إذا لم يتم علاجها جيدا، وتمكنت بعض المؤسسات الاقتصادية من تخفيض الأموال المعوضة جراء العطل المرضية التي توصف لعمالها بسبب فيروس الأنفلونزا عن طريق الشروع في حملة تلقيح لعمالها بداية أكتوبر من كل سنة وهو الأمر الذي ساهم في التقليل من العطل المرضية ومن تعويضاتها اقتصاديا.