أحصت ولاية تيزي وزو 129 قرية من بين 1400 قرية عبر الولاية، تواجه خطر الحرائق سنويا، والتي تأتي على المساحات الخضراء وتدمر الهكتارات من الأشجار. وتحسبا لموسم الاصطياف الذي يرتقب انطلاقه رسميا في 12 جوان الجاري، دعا والي تيزي وزو الى ضرورة انتهاج استراتيجية تكوين متطوعين من الشباب لمحاربة الحرائق، إلى جانب رجال الإطفاء، وذلك على هامش الاجتماع الذي عقد بمقر الولاية وحظره مسؤولو عدة قطاعات وكذا ممثلي الحماية المدنية، حيث أكد الوالي على أن توسيع عملية التكوين ستقلل من النتائج السلبية التي قد تترتب على نشوب الحرائق، خاصة وأن شباب الولاية أبدى رغبته واستعداده للاستفادة من التكوين للعمل على حماية الثروة الغابية، كما أن هذا الإجراء من شأنه أن يساهم في تفادي الوقوع في اخطاء ارتكبت في السابق، حيث سجلت الولاية خسائر فادحة. وتأتي عملية تكوين الشباب في مجال الإطفاء في وقت شدد فيه ممثلو محافظة الغابات، على ضرورة القضاء على النقص الذي تعاني منه الولاية في أعوان محاربة الحرائق، ودعوا الى دعم فكرة تجنيد متطوعين للمساهمة الى جانب رجال الاطفال في التوغل الى المناطق الجبلية، ذات التضاريس الوعرة، حيث ذكر المسؤولون خلال الاجتماع بحصيلة أوت 2007 التي أودت بحياة 6 أشخاص، وكذا فقدان الولاية للعديد من الهكتارات، إذ حسب المسؤولين في تدخلهم، فإن سبب تسجيل الولاية لهذه الحصيلة راجع الى صعوبة اختراق المناطق التي تضررت من النيران، مما أدى الى ضياع كثير من الوقت لإيصال النجدة وإنقاذ السكان. وألح الوالي على ضرورة اتخاذ إجراءات فعلية، لضمان التدخل الفوري لهذه القرى المهددة بألسنة الحرائق لضمان حماية أرواح قاطنيها والمساحات الخضراء. مشيرا الى أن هذا يتحقق في ظل تضافر الجهود بين المسؤولين المحليين وكذا رؤوساء الدوائر والبلديات. وقد أسفر الاجتماع عن الاتفاق على بعض الإجراءات التي تساعد بالدرجة الأولى على إخماد النيران ومنع حدوثها، وتتمثل في العمل على الحد من المفارغ العشوائية التي تعد السبب المباشر في نشوب الحرائق، مع تدعيم بلديات الولاية بشاحنات وصهاريج لضمان التدخل الفوري والسريع، هذا وتتواصل عملية فتح مسالك وطرقات نحو القرى لتسهيل عملية التدخل عند الضرورة. كما شكل هذا الاجتماع فرصة لمصالح الحماية المدنية بتراب الولاية لعرض بعض الإحصائيات، التي سجلت خلال العشر سنوات الاخيرة وفاة 29 شخصا وإتلاف ما يزيد عن 5000 هكتار من المساحة الغابية، وينتظر أن تعرف الولاية زيادة في عدد أعوان الإطفاء، بإضافة المتطوعين والاستعداد للتدخلات، حيث سيتم تدعيمهم بالعتاد اللازم لذلك. ويأمل المسؤولون بولاية تيزي وزو، أن تكون المنطقة مهيأة لمواجهة أخطار الحرائق من خلال الإجراءات المتخذة.