تختتم اليوم، بالمركز الثقافي مصطفى كاتب بالعاصمة، فعاليات المعرض الجماعي “الطباق” الذي اعتمد على البساطة والواقعية دونما المساس بالمعاني أو تجريدها، فأحيانا البساطة لا تعني السطحية. من بين العارضين “نسيم وافق” الذي قدم لوحتين كبيرتين بتقنية الرسم على الزجاج، مستعملا الألوان الداكنة التي تشبه البقع تتداخل فيها الخطوط والملامح، مشكلة أطيافا مختلفة كالبيوت والنوافذ والشخوص وغيرها، علما أن تواجد هذه الأشكال داخل اللوحة، غالبا ما يكون مبعثرا في اللوحة الثانية بالأبيض والأسود، تظهر أشباح في المدينة العصرية وتظهر العنكبوت ترمي بخيوطها على المباني ليلا، وكأنّ المدينة أصبحت أسيرة. عرض أيضا الفنان “فيليبوس تسيتسوبولوس” بعض اللوحات منها لوحة إنسان يحمل قناعا من ركشة كلها ألوان صاخبة يضحك بجنون ويبدو وكأنه مُهرج، كما تبدو أنسجة وجهه الداخلية واضحة للعيان. كما قدّم هذا الفنان لوحة أخرى أكثر هدوء وانسجاما تظهر فيها فتنة الزهور من كل لون وجنس. “كريستينا أو ليترا” قدمت صورة لامرأة حسناء تجلس في وقار في غابة جميلة، إلاّ أنّ ما يكسر أنوثتها هي نظرتها الحادة والقرنان اللذان فوق رأسها. “فرموندو بابونا” تضمنت لوحته صورة فوتوغرافية، تصوّر كوخا قديما محتوياته مبعثرة، يتقابل فيه شابان يافعان يحملان قناعين على وجهيهما، عبارة عن رأس سمك ذي منشار حاد، ليتقابلا بمنشاريهما وكأنهما في لقاء مبارزة مباشرة. «جلبار روزالاس” يعرض رجلا يقف فوق بساط متحرك فوق البحر، ينظر إلى ضفة مدينة عصرية تغوي المارين بها. كما تظهر في لوحات أخرى وبأحجام صغيرة وجوه نسائية مختلفة، إحداها ملطخة بالدماء وأخريات اصطفت على وجوههن بعض الفاكهة كالرمان والكيوي والإجاص وغيرها، علما أن قطع الفاكهة توضع على وجه المرأة في اللوحة وكذا على أطراف اللوحة. “ايقوتس زبارتا” استعرض في لوحته الفوتوغرافية مجموعة من الفنانين المتشردين بالمدينة العصرية، وهم يقدمون استعرضا غريبا وبإيحاءات اجتماعية غير مألوفة، غير آبهين بردة فعل الآخر الذي لا يعنيهم في شيء. لوحة أخرى تبدو عائلية يجلس فيها رجال من مختلف الأعمار بملامح أوروبية، وهم يرتدون اللباس التقليدي الخليجي يتبادلون القهقهات والمواقع. الفنانة “مريم لغواطي” التزمت بأسلوبها التجريدي، معبّرة عن حنينها لمدينة الجزائر القديمة، لتنجز لوحتين (الرسم على الزجاج) باللونين الأبيض والأسود، إحداها تصور حيين عصريين متقابلين، تخرج منهما يد عملاقة تدخن كدليل على التلوث، واللوحة الأخرى لحيين عريقين كأنهما من القصة تخرج منهما امرأة بالحايك والعجار كدليل على الأصالة. الفنان “عبدو شريف”، يصور بالأسلوب التجريدي المرأة الإفريقية البائسة بألوان ترابية داكنة، تعكس المفاتن الميتة تماما كما تموت الطبيعة، لايقدر الجسم الهزيل على إنعاشها. تضمّن المعرض أيضا، صورا فوتوغرافية عن بعض أحياء الجزائر الوسطى والقصبة، كما نصبت شاشة عرض تُصور الشوارع القريبة من مركز مصطفى كاتب.