عقد الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان أمس، اجتماعا تنسيقيا ضم رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة على خلفية المشاورات التي يجريها هذا الاخير من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.ومازال الوزير الاول اللبناني فؤاد السنيورة يجري اتصالات مكثفة مع مختلف الفعاليات السياسية اللبنانية من أجل تشكيل حكومته على اساس بنود اتفاق الدوحة والذي يبدو انه وجد صعوبات كبيرة في التوصل الى صيغة مناسبة لتوزيع حقائب حكومته بين أحزاب الموالاة واحزاب المعارضة بقيادة حزب اللّه. ومنح الاتفاق لأحزاب الموالاة 13 حقيبة وزارية بينما منح لاحزاب المعارضة 11 حقيبة دون تحديد طبيعتها بالاضافة الى ثلاث حقائب تمنح صلاحية تعيينهم للرئيس ميشال سليمان. وجاء هذا الاجتماع ساعات فقط بعد زيارة قصيرة قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى لبنان وحث خلالها سلطات هذا البلد على اقامة مصالحة وطنية عبر الحوار والالتزام باتفاق الدوحة الذي توصلت اليه اطراف الازمة اللبنانية يوم 21 ماي الماضي والذي وضع حدا لحالة فراغ سياسي عمر لاكثر من ستة اشهر. وقال الرئيس ساركوزي بعد مأدبة غذاء جمعته بنظيره اللبناني ميشال سليمان، ان "انتخابكم يمثل حقبة جديدة وعنوان أمل للبنانيين الذين يثقون بك منذ رئاسة الجيش الذي يضمن حرية التعبير وشكل مكونا أساسيا للدولة والدفاع بعد أن بات منتشرا في الجنوب مع قوات "اليونيفيل" الدولية من أجل سيادة الدولة. ويعد الرئيس الفرنسي أول رئيس غربي يزور لبنان ويلتقي رئيسه الجديد والذي تولى منصبه بعد اتفاق الدوحة لإصلاح ذات البين اللبناني. واكد الرئيس الفرنسي إستعداد بلاده وكل الدول الاوروبية على تقديم يد المساعدة للرئيس سليمان من اجل إعادة بناء لبنان ليعيد شرعية سيادته كدولة مستقلة. واذا كان الظاهر من زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي الى بيروت تقديم الدعم للرئيس اللبناني الجديد فإنه استغل تواجده بالعاصمة اللبنانية ليوجه رسالة مودة باتجاه الجارة سوريا في مسعى إلى مراجعة العلاقات السورية الفرنسية التي انقطعت بسبب الأزمة في لبنان. وكان ساركوزي قد صرّح عشية زيارته إلى بيروت أن صفحة جديدة قد تفتح في العلاقات بين البلدين بعد ان تم طي صفحة علاقات متوترة بين دمشق وباريس على خلفية تسوية الأزمة التي شهدها لبنان منذ فترة طويلة والتي اعتبرها سببا حال دون التوصل الى اقامة حوار بين سوريا وفرنسا. ويأتي إعلان قصر الاليزي أمس، أن الرئيس الفرنسي سيقوم بإرسال موفدين عنه إلى دمشق ليؤكد هذا الطرح خاصة وان الرئيس ساركوزي الذي صاغ نهجا سياسيا خاصا به يقوم على مبدأ الإقرار بتشابك أزمات الشرق الأوسط سبق وان وعد سوريا بجائزة رضا إذا ما هي ساهمت في تعبيد الطريق لانتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للبنان. ليس ذلك فقط فالرئيس ساركوزي كان قد أعرب عن استعداده لتنسيق مواقف البلدين مع نظيره السوري بشار الأسد حول المسائل الجوهرية التي تعرفها المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية في حال مساهمة دمشق في تسوية الأزمة اللبنانية. ويبدو أن الرئيس الفرنسي قد بدا تنفيذ تعهده بفتح صفحة جديدة مع سوريا قد تتوج بإقناع الرئيس السوري بحضور قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي ينتظر الاعلان عن ميلاده بصفة رسمية في قمة لرؤوساء دول ضفتي المتوسط يوم 13 جويلية القادم بالعاصمة الفرنسية.