احتضن المعهد الفرنسي بوهران نهاية الأسبوع الماضي، حفلا فنيا أحيته فرقة ”سوينغو موزيت”، تكريما للمطربة الفرنسية الراحلة ”إديت بياف”. عاد الجمهور من خلال هذا الحفل إلى مدينة باريس في سنوات الخمسينيات من القرن الماضي، عبر لوحات راقصة وديكور على خلفية مقهى يحتضن قصة تبدأ في شكل حوار ممتع ومشوق بين النادلة ”كاتي” وأحد الزبائن. وهنا يتم بأسلوب غنائي راقص، سرد قصة الراحلة ”إديت بياف” ومسارها الفني، مع ترديد أشهر الأغاني التي صنعت مجدها وشهرتها، على غرار أغنية ”عازف الأكورديون”، ”عاشق ليوم واحد” وكذا ”لعبي أنا”، ”لا أندم على شيء”، ”صاحب الدراجة النارية ” وغيرها من الأغاني التي تروي قصصا ممتعة وأخرى حزينة، إلى جانب حكاية ”عشاق مهزومين”، ”ثالثة عن الدنيا” و«بكل ما تسعه من سعادة وحزن”. وزاوجت لوحات العرض الجميلة بين الفعل المسرحي، الرقص الاستعراضي والغناء، حيث أبدعت فيها فرقة سوينغو موزيت التي استضافها المعهد الفرنسي بوهران ضمن برنامجه الثقافي المسطر للسنة الجارية، للاحتفاء بإحدى أشهر الفنانات التي تركت بصمتها في تاريخ الموسيقى الفرنسية، والتي رغم مرور نصف قرن على وفاتها، لا تزال أغانيها تلقى رواجا بين جمهور عاصرها وآخر لم يعرفها. عاش جمهور الحفل لحظات ممتعة بقاعة العروض بفندق ”الميريديان”، إضافة إلى اكتشافه لمسار فنانة بدأت مشوارها كمغنية في الشوارع بمعية عازف على آلة الأكرديون، ومن ثم الغناء في الحانات والمقاهي إلى أن وصلت إلى المستوى الذي سمح لها باعتلاء منصة قاعة ”الأولمبيا” وفتح أمامها أبواب المجد. للتذكير، فإن الفنانة الراحلة إيديت بياف واسمها الحقيقي إيديث جيوفانا غاسيون، من مواليد 19 ديسمبر 1915 بباريس، امتهنت الغناء، المسرح والتمثيل السينمائي، وبعد مسيرة حافلة تعاملت فيها مع أشهر الملحنين وكتاب الأغاني، انطفأ نجمها إثر معاناة مريرة مع المرض، في العاشر من أكتوبر 1963 بمدينة ”غراس” الفرنسية.