تلقى حملة التحسيس والوقاية من سرطان الثدي التي أطلقتها مطلع الشهر الجاري بولاية البليدة، جمعية ”البدر” لمساعدة مرضى السرطان في إطار حملة شهر ”أكتوبر الوردي”، إقبالا وتجاوبا كبيرين من طرف النساء اللائي بلغن سن الأربعين، كما ينتظر أن يتم دفع كافة مداخيل الطبعة ال5 لمهرجان المسرح الدولي الذي سيقام بمدينة بجاية بين 29 أكتوبر و5 نوفمبر المقبل لفائدة الجمعية الوطنية لمكافحة سرطان الثدي ”نور الهدى”، إلى جانب نجاح حملة ”جيجل باللون الوردي” التي نظمتها جمعية ”الفجر” لمساعدة مرضى السرطان مؤخرا. وقد لقيت هذه المبادرة التي أطلقتها جمعية البدر للمرة الرابعة على التوالي، إقبالا من طرف النسوة من ولايات مجاورة، على غرار المدية، الشلف، تيبازة وغيرها للاستفادة من التخفيضات المعلن عنها في إطار شهر ”أكتوبر الوردي، حيث سجل إقبالا على مراكز الأشعة المجهزة بجهاز ”الماموغرافيا” التي عمدت هذا الشهر، بناء على طلب الجمعية، إلى التخفيف من سعر الأشعة من 4000 دج إلى 3000 دج، وحتى 2000 دج. وبالموازة مع ذلك، تتواصل حملات التحسيس التي تقودها الجمعية بالتنسيق مع الأطباء، الصيادلة ووسائل الإعلام لتشمل أكبر شريحة من المجتمع، وتحسيسها بهذا الداء من خلال توزيع مطويات تحوي التعريف بالداء وطرق الوقاية منه، إلى جانب بث حصص إذاعية ونشاطات أخرى، منها يوم تحسيسي لفائدة طالبات الإقامة الجامعية للبنات رقم 07 بالصومعة، قصد تحسيسهن بخطورة هذا المرض الذي تحصي منه الجزائر أكثر من 7000 حالة سرطان ثدي، أي بمعدل 20 حالة يوميا، ويعد بذلك النوع الأول من السرطانات التي تصيب النساء، حسبما أشار إليه السيد موساوي مصطفى. كما ينتظر أن يتم دفع كافة مداخيل الطبعة ال5 لمهرجان المسرح الدولي الذي سيقام بمدينة بجاية بين 29 أكتوبر و5 نوفمبر المقبل لفائدة الجمعية الوطنية لمكافحة سرطان الثدي ”نور الهدى”، وفقا لما أفاد به مؤخرا محافظ المهرجان، السيد عمر فطموش الذي أشار أيضا إلى أن سعر التذكرة لحضور مختلف العروض المسرحية حدد بشكل رمزي ب50 دج، مضيفا أنه ”يمكن للجمهور دفع أقل أو كثر من هذا المبلغ” لمساعدة الجمعية على اقتناء جهاز خاص بتصوير الثدي بالأشعة ودعمها في نشاطها المتعلق بالكشف عن هذا النوع من المرض ومعالجته. من جهتها، صرحت مديرة المكتب الجهوي لجمعية ”نور الهدى” ببجاية، السيدة مهيدي العكري بأن ”التجربة برهنت على أن النشاط التحسيسي ولو أنه أساسي، إلا أنه يبقى محدودا”، مشيرة إلى أن النساء اللائي يخضعن للفحوص الطبية غالبا ما يتخلين عن مواصلة عملية الكشف عن المرض بسبب قلة إمكانياتهن، كونهن لا يستفدن من تغطية اجتماعية، علما أن عملية تصوير الثدي بالأشعة لا تقل عن 4000 دج”. للإشارة، فإن القطاع العام بالولاية لا يتوفر حاليا سوى على جهاز واحد من هذا النوع، الأمر الذي يدفع النساء الراغبات في الخضوع للكشف الطبي إلى التوجه إلى ولاية جيجل التي تتوفر على مركز مختص في هذا المجال. في حين نظمت جمعية ”الفجر” لمساعدة مرضى السرطان بجيجل مؤخرا، يوما طبيا وطنيا حول سرطان الثدي في إطار الشهر العالمي ضد هذا الداء وحملة ”جيجل باللون الوردي” الخاصة بالتحسيس، الوقاية والتكفل التي تنظم في الفترة الممتدة بين 1 و31 أكتوبر الجاري عبر كامل بلديات الولاية. وقد صرح رئيس جمعية ”الفجر”، السيد رياض بوكراع قائلا: ”إن جمعيتنا التي تأسست في أفريل 2006 وتتكفل ب 700 مريض بالسرطان، جابت جميع بلديات الولاية لتسجيل مشاركتها في الشهر العالمي ضد سرطان الثدي، فبمشاركة طبيبة الأورام الدكتورة إلهام ساحلي، نظمنا ندوات تحسيسية في مراكز حماية الأمومة والطفولة ودور الشباب”. وتم بالمناسبة عرض فيلم وثائقي حول مريضة بداء السرطان أمام جمهور كبير كان يرتدي شريطا وردي اللون، وهو شعار التعبئة ضد هذا الداء الذي أضحى أحد أهم أسباب وفيات النساء الشابات بالجزائر. وتمحورت أولى جلسات هذا اليوم الطبي الذي ترأسته الدكتورة سيوال حول موضوع ”سرطان الثدي ما يتعين معرفته”، والتي قدمها الدكتور بن مشيارة من جمعية ”الأمل” بمركز بيار وماري كوري من الجزائر العاصمة. ونشطت الدكتورة إلهام ساحلي أخصائية في علم الأورام بمستشفى جيجل، محاضرة بعنوان؛ ”سرطان الثدي التشخيص والتكفل”. في حين خصصت الجلسة الثانية للأثر النفسي لسرطان الثدي، وهذا من خلال محاضرة نشطها الدكتور عمران من جامعة بجاية.