نشأت فكرة تخصيص شهر أكتوبر لزيادة وعي النساء خاصة والمجتمع عامة بسرطان الثدي قبل أكثر من 25 عاما في الولاياتالمتحدة، وهو مشروع مشترك بين مجموعة من الهيئات الطبية والمنظمات والوكالات الحكومية الأميركية، ويهدف إلى التوعية بالمرض ومشاركة المعلومات حوله، بالإضافة لتوفير خدمات الكشف والفحص المتعلقة به، أما على الصعيد العالمي فقد شجعت منظمة الصحة العالمية الفكرة وتطبيقها في البلدان وذلك للدور الذي تلعبه في التوعية بسرطان الثدي. تحتضن عدة مناطق بالجزائر فعاليات متنوعة في إطار أكتوبر الوردي الخاص بحملة الوقاية من سرطان الثدي، ولقد نظمت جمعية (الفجر) لمساعدة مرضى السرطان بجيجل يوما طبيا وطنيا حول سرطان الثدي في إطار الشهر العالمي ضد هذا الداء وحملة (جيجل باللون الوردي) الخاصة بالتحسيس والوقاية والتكفل التي تنظم في الفترة الممتدة بين 1 و 31 أكتوبر الجاري عبر كامل بلديات الولاية. وفي هذا الإطار صرح رئيس جمعية (الفجر) السيد رياض بوكراع قائلا (إن جمعيتنا التي تأسست في أفريل 2006 و تتكفل ب700 مريض بالسرطان جابت جميع بلديات الولاية لتسجيل مشاركتها في الشهر العالمي ضد سرطان الثدي، فبمشاركة طبيبة الأورام الدكتورة إلهام ساحلي نظمنا ندوات تحسيسية في مراكز حماية الأمومة والطفولة ودور الشباب). ونشطت الدكتورة إلهام ساحلي أخصائية في علم الأورام بمستشفى جيجل محاضرة بعنوان (سرطان الثدي التشخيص والتكفل)، في حين خصصت الجلسة الثانية للأثر النفسي لسرطان الثدي وهذا من خلال محاضرة نشطها الدكتور عمران من جامعة بجاية. كما تضم هذه الفعاليات المقامة في ولاية جيجل وعلى غرار باقي مناطق الوطن، عدة أنشطة، تنوعت بين الرياضة والترفيه، وتصب كلها في إطار الحملة التحسيسية الكبرى للوقاية من سرطان الثدي.. وسرطان الثدي هو مرض يحدث عندما تحصل طفرة في الخلايا في منطقة الثدي وتفقد السيطرة وتبدأ بالتكاثر بشكل غير طبيعي، وفي مراحل لاحقة ينتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الثدي أو ينتقل إلى مناطق أخرى في الجسم. وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك 1.38 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويا، كما يقتل المرض 458 ألف إنسان في العام. ومع أن المرض يصيب النساء إلا أن الرجال أيضا معرضون له وإن بنسبة أقل. وهناك عدة عوامل تلعب دورا في سرطان الثدي، مثل الوراثة والجينات وشرب الخمر والبدانة وغيرها. إلا أن العلماء لحد الآن لم يستطيعوا فهم آلية المرض بالتحديد، ولذلك فإن منظمة الصحة العالمية تقول إنه بالإضافة للتركيز على الوقاية من المرض، يجب أيضا التركيز على توعية الناس بطرق الكشف المبكر لسرطان الثدي. ويرتبط الكشف عن سرطان الثدي في مراحله المتأخرة بصعوبة أكبر في العلاج وزيادة احتمالية الوفاة. أما عند اكتشافه مبكرا فإن احتمالية التعافي أكبر ومخاطر الموت أقل. وهذا يفسر أن غالبية الوفيات بسرطان الثدي تحصل في الدول النامية، حيث يتأخر الكشف عن المرض بالمقارنة مع الدول المتقدمة التي عادة ما تكتشف حالات المرض فيها بمراحله الأولى. وتشمل المنظمات المشاركة في شهر التوعية بسرطان الثدي كلا من الجمعية الأميركية للسرطان، والكلية الأميركية لأطباء النسائية والتوليد، والكلية الأميركية لعلم الأشعة، والجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري، والجمعية الأميركية الطبية للنساء، ومؤسسة أسترازنكا للرعاية الصحية، ومجموعة رجال ضد سرطان الثدي وغيرها من المنظمات. والموقع الرسمي للمشروع على الإنترنت هو www.nbcam.org. وخلال هذا الشهر تعمل المؤسسات والمنظمات المشاركة سواء في أميركا أو العالم، على إقامة حملات توعية بالمرض تشمل أسبابه وطرق الوقاية، مع التركيز على الكشف المبكر وطرق الفحص التي تشمل الفحص الذاتي والفحص لدى الطبيب والتصوير بالماموغرام، الذي يعد أكثر الطرق فعالية في تقليل وفيات المرض وفقا لمنظمة الصحة العلمية. وفي بداية تسعينيات القرن الماضي تم اعتماد شعار (الشريط الوردي) للتعبير عن سرطان الثدي، ولذلك فإن بعض المؤسسات تزود أعضاءها بهذا الشعار لاستعماله في هذا الشهر. كما توجد مؤسسات تبيع منتجات مستوحاة من هذا الشعار وذلك لجمع المال لدعم النساء المصابات بالمرض.