أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أن مجلة ”الجيش” كانت وستبقى منبرا للأقلام الوطنية الصادقة والمخلصة، ومسلكا من مسالك نشر ثقافة الدفاع الوطني وتسليط الضوء على نشاطات المؤسسة العسكرية وإبراز تلك اللحمة القوية التي تربط أفراد الجيش بعمقهم الشعبي الذي يبقى الضمانة الأكيدة لتأدية المهام الدستورية المنوطة بهم على أكمل وجه، وذكر الفريق بالمسار الطويل الذي خاضته مجلة ”الجيش” على مدار نصف قرن ودورها المحوري في مسيرة التطور والتنمية والتاريخ، بالإضافة إلى مرافقتها لمرحلة البناء والتشييد. ولدى إشرافه، أمس، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، على الافتتاح الرسمي لملتقى حول مجلة الجيش بمناسبة الذكرى الخمسين لصدورها، أبرز الفريق أحمد قايد صالح المكانة التي تحتلها المجلة والعناية الكبيرة التي تحظى بها من قبل مؤسسة الجيش الوطني الشعبي التي أولت عناية بالغة لهذه المجلة الدورية العسكرية الإعلامية، حيث قال الفريق: ”لم ندخر أي جهد من أجل منحها المكانة اللائقة وبعدها المستحق ضمن المنظومة الإعلامية الوطنية”. وقد استهل الملتقى بحفل تكريم لإطارات سابقة شغلت مناصب مسؤولية في مجلة ”الجيش” وساهمت في ترقيتها عبر مختلف مراحلها، كما كانت المناسبة فرصة لتكريم مشاركين في الحروب العربية الإسرائيلية من خلال شهادات قدمت لهم من طرف جمهورية مصر العربية عرفانا بما قدموه من تضحيات خدمة للقضية العربية وقد تزامن التكريم مع الذكرى الأربعبن (40) لحرب أكتوبر 1973. وبهذه المناسبة، أكد الفريق احمد قايد صالح أن مشاركة الجيش الوطني الشعبي في الحروب بعد الاستقلال لم تقتصر على حرب 1973 فقط بل سبقتها مشاركات مشرفة قدمت فيها بلادنا شهداء أبطال والبداية كانت سنة 1967 ثم 1968 ضمن ما يعرف بحروب الاستنزاف.. ولعل هذه التواريخ لا تحسب على بلدان معينة فقط بل هي تواريخ يسجلها جيشنا الوطني الشعبي، وليس من حق أحد -يقول الفريق- أن يحدد لنا أهم المحطات في تاريخ مشاركتنا في حروب الاستنزاف.من جهته، أثنى مدير الإيصال والإعلام والتوجيه، العميد بوعلام مادي، على الدور الذي لعبته نشريات الجيش الصادرة عن قادة جبهة التحرير الذين أدركوا قوة الإعلام كسلاح إلى جانب البندقية، وقد تطورت هذه النشريات بعدها لتتحول إلى مجلة الجيش بعد الاستقلال، مشيرا في سياق مداخلته إلى تزايد دور وأهمية الإعلام في وقتنا الحالي على اعتبار أن الحروب لا تدار بالأسلحة بل تسيرها وتتدخل في مسارها قوة الصورة والتعليق. وأكد العميد بوعلام مادي على ضرورة توفر إعلام متطور مشفوع بالضوابط الأخلاقية، مذكرا بأن حرية الإعلام حق مكفول في الدستور لكن حرية التعبير لا تعني القذف والتشويه والاستفزاز ثم التموقع في موقع المظلوم والتباكي على حرية الإعلام، مضيفا أن حرية الإعلام مبنية على احترام الغير ومؤسسات الدولة ومبادئها وكذا تنوير الرأي العام وليس تغليطه، كما أن حرية الإعلام -كما قال- هي كلمة حق لا يراد بها باطل، مؤكدا حرص مؤسسة الجيش على تعزيز علاقات التعاون مع مختلف وسائل الإعلام الوطني وتعميق الثقة المبنية على الصراحة والاحترام. وتم خلال الملتقى عرض شريط وثائقي تناول البدايات الأولى لمجلة الجيش وتطورها عبر سنوات الاستقلال قبل أن تتخصص في المواضيع الخاصة بالجيش والدفاع.. كما تناول الشريط مقابلات مع العديد من الأقلام التي كانت تعمل بها منها الوزيرة السابقة زهور ونيسي التي أبرزت أن المجلة كانت ”فضاء لتبادل الأفكار والآراء”، ومحيي الدين عميمور وكذا السيد الأمين بشيشي وعبد المجيد شيخي.