أشرف السيد أحمد حمو التهامي، والي ولاية بجاية، أول أمس، بقاعة الثقافة، على الافتتاح الرسمي للمهرجان الدولي الخامس للمسرح الذي تحتضنه عاصمة الحماديين والذي تميز هذه السنة بمشاركة أكثر من عشرين دولة من إفريقيا وآسيا وأوروبا وهيئات دولية معتمدة من طرف اليونسكو، كالمعهد الدولي للمسرح ومدير مسرح “أفنيون” وحضور ست فرق جديدة بالمقارنة مع الطبعة السابقة. وتعيش عاصمة الفن المسرحي هذه السنة عرسين عرس الذكرى ال59 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، وعرس المسرح الذي كان هو الآخر سلاحا داعما للثورة والتعريف بخصائص الأمة الجزائرية. امتلأت قاعة الثقافة بمدينة بجاية عن آخرها بالجمهور البجاوي المتذوق للفنون من مسرح وموسيقى وغناء، جاء في الموعد الذي ضربه له المهرجان الخامس للمسرح الدولي. استهل الكلمة محافظ المهرجان، الأستاذ عمر فطموش، الذي رحب بالوفود المشاركة والتي جاءت لإحياء هذا العرس الفني الرائع من أكثر من عشرين دولة، معربا عن أن بجاية ستكون بضيوفها مدينة الفرح والفن والذوق المسرحي. من جانبه، ألقى السيد ريغي خلاف مدير الثقافة بولاية بجاية نيابة عن وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، كلمة أشاد فيها باحتضان مدينة بجاية لهذه التظاهرة الفنية الكبيرة والتي جاءت لترقية الفن الرابع، مؤكدا أن الجزائر تحتضن سبعة مهرجانات رسمية والثامن في طريقه إلى الترسيم قريبا في ولاية جنوبية، وأنه سيتم استلام أكثر من عشرة مسارح جهوية في الوقت الذي يتم فيه إنجاز أكثر من أربعين مشروع مسرح. من جهة أخرى، ألقى السيد والي ولاية بجاية، أحمد حمو التهامي، كلمة الافتتاح الرسمي للمهرجان، أكد فيها على نجاح هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة التي استقبلت الكثير من الطلبة للتكوين، مما جعل بجاية بحق عاصمة دولية لاب الفنون، كما أصبحت محجا للمثقفين الذين يأتون إليها من كل فج عميق. كما استعرض السيد الوالي برنامج المهرجان الذي تميز هذه السنة بوضع برامج جوارية في البلديات والمؤسسات التربوية تشارك فيها سبع ولايات، ليعلن في الأخير عن الافتتاح الرسمي. وبالمناسبة، تم تكريم ثلاثة وجوه مسرحية بارزة ممثلة في: الفنان الكبير والقدير الاستاذ محمد بن قطاف، مدير المسرح الوطني الجزائري، لما قدمه من خدمات سواء ممثلا أو كاتبا للمسرحيات أو مديرا للمسرح الوطني، كما تم تكريم أحد الفنانين السودانيين الكبار وهو الفنان علي مهدي الذي سبق وأن كرم بجائزة السلام من طرف منظمة اليونيسكو، كما تم أيضا في هذه المناسبة المسرحية الكبيرة تكريم المخرج المسرحي الألماني “دوبير توشولي” الذي اختيرت بلاده ضيفا شرفيا للدورة الخامسة للمسرح الدولي لبجاية.
بجاية في لوحات فنية في خضم عرس افتتاح المهرجان الدولي الخامس للمسرح الذي تحتضنه مدينة بجاية تم تقديم عرض فني رائع في لوحات تحت عنوان “على السلامة”. اللوحات تحكي قصة بجايةالمدينة الحضارية الجميلة التي علمت أوربا فن الحساب “الرياضيات” كما روت هذه اللوحات الفنية مشاهد من عادات كرم المنطقة وثقافتها وحسها الجمالي من خلال الأغاني الشعبية، وقد عرفت بجاية بأبوابها المفتوحة للغريب، حيث أن كل من زارها أحب الإقامة فيها حيث تقول الأغنية “ألي يحط ارحالوا عندنا وما يبغيش أرواح” وتروي الأغاني قصة بجايةالمدينة التاريخ، والحس الجمالي والفني وأيضا الطبيعة الخلابة. تتواصل اللوحات لترسم مشاهد ومحطات حضارية متعددة مرت بها بجاية لأنها الشمعة التي أضاءت البر والبحر وبينت الطريق السالك للحضارة والفن والتمدن من خلال عشق بثته القلوب وترطبت به ألسنة وحناجر من أغاني التراث القديم الذي ينبع من حضارة عميقة، أغنية “يابلارج” وأغنية “ياعشاق الزين” بالإضافة إلى ما تزخر به المنطقة من خصائص ومميزات في الأعراس والألبسة التقليدية والصيد. تجاوب الجمهور مع هذا العرض الفني ولوحاته الجمالية تجاوبا كبيرا ووقف لها مصفقا طويلا. مبعوث “المساء” إلى بجاية: ابن تريعة