انطلقت أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري، فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الدولي للمسرح بالجزائر والتي تستمر إلى غاية 25 من الشهر الجاري، وهذا بمشاركة 16دولة، حيت سيتم على هامش تقديم العروض المسرحية، تنظيم العديد من النشاطات الثقافية والفنية المتعلقة بالرواية والشعر وكذا احتضان ملتقى حول موضوع السرديات وفنون الأداء. وفي هذا السياق، قال أحد مديريّ المهرجان أمحمد بن قطاف أن الجزائر استعادت مكانتها الثقافية الطبيعية وأن المسرح عاد إليه بريقه، مضيفا أنه حان الوقت لرسم أولويات جديدة وآفاق أكثر رحابة وهو ما يترجمه المهرجان الدولي للمسرح الذي نظمت طبعته الأولى السنة الفارطة في سياق المهرجان الثقافي الثاني بالجزائر. أما عن مديرة المهرجان الثانية، الفنانة صونيا فقد قالت أن هذا المهرجان يعد فرصة للتفتح على المسارح العالمية وكذا مناسبة للتأكيد على ضرورة تبادل الخبرات بين المسارح المختلفة، مشيرة في السياق ذاته إلى أن هذه التظاهرة ستتحول مع مرور الوقت، ''مرآة'' للفن الرابع الجزائري في العالم وكذا كاشفة على المزيد من المواهب الجزائرية.وافتتحت وزيرة الثقافة السيّدة خليدة تومي الطبعة الثانية للمهرجان الدولي للمسرح وقالت في كلمتها التي قرأها عنها السيّد لرجان، أن تنظيم هذا المهرجان يؤكد على ولع مؤسسيه بسحر الخشبة وكذا احترافيتهم وتكريسهم لمبدأ الحوار الثقافي الحضاري بين الجزائر والدول الأخرى التي تهتم بتطبيق مبادئ السلم في أفكارها وممارساتها اليومية. وعرف يوم افتتاح المهرجان تقديم فرقة فردة بشار لوصلات غنائية، كما تم تكريم العديد من الأسماء المسرحية الجزائرية والعربية والأجنبية، والبداية كانت مع تكريم الممثل والمخرج الفلسطيني كمال باشا الذي قال في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن فلسطين تحب الجزائر وتسعى للتعلم منها، مضيفا أنه على دراية كاملة بالطاقات الشابة التي يزخر بها المسرح الجزائري، أما الدكتور المغربي عبد الرحمن بن زيدان فقد قال هو الآخر عقب تكريمه انه سعيد بتكريمه من طرف دولة تحتضن المثقفين والمفكرين وكل من يحمل شمعة في الظلمات، مستطردا قوله أن المسرح الجزائري يعّد لبنة أساسية لبناء المسرح العربي. وتم أيضا تكريم المسرحي الراحل حاج عمار وكذا المسرحي والريجيسور الجزائري عبد الكريم الحبيب الذي بدا متأثرا جدا بهذا التكريم بعد خدمة 43 سنة في الفن الرابع ونفس الشيء بالنسبة للمسرحي القدير الحاج إسماعيل محمد الصغير الذي عبرّ كذلك عن تأثره بهذه اللفتة، كما تم كذلك تكريم المسرحي الشاب يوسف تعويت من مسرح القليعة. أما المسرحي الاسباني فرناندو أرابال الذي كان اسمه في قائمة المكرّمين فقد تعذر حضوره بسبب وعكة صحية في حين بعث الفنان السوري غسان مسعود رسالة يعتذر فيها عن عدم قدرته في المجيء إلى الجزائر وتسلم جائزته التكريمية وقال أن الجزائر تتنفس العنفوان والعزة وأن ما هو مشترك بين الدول العربية كبير وانه يجب أن ينتصر المسرح على كل ما هو غير جميل. للإشارة نشطت فرقة نوحاكاجو اليابانية السهرة الأولى للمهرجان، حيث قدمت عرضا حول فن النوه وهو فن عريق تعود بذوره الأولى إلى منتصف القرن السادس ميلادي، ويعتبر تراثا مصنفا غير مادي (اليونسكو)، وفي هذا السياق حاول أحد أعضاء الفرقة اليابانية شرح حيثيات هذا الفن الذي قال انه صعب الفهم حتى من طرف اليابانيين أنفسهم قد كان محقا في ذلك، فلم يتجاوب الجمهور مع هذه الشروحات التي كانت مطولة ومملّة. للإشارة سيتم اليوم تقديم عرض ''حتى يفرقنا الموت'' للفرقة الأرجنتينية بقاعة مصطفى كاتب للمسرح، وكذا مسرحية ''الموت والفتاة'' للفرقة الالمانية أورليك دوركر بقاعة حاج عمر للمسرح والتي ستعرض بعد غد أيضا بمسرح بجاية، أما في قصر الثقافة فسيتم غدا عرض مسرحية ذات صباح معتم للفرقة العمانية ظفار المسرحي في حين سيحتضن مسرح تلمسان غدا مسرحية ''حكاية ميمون'' لمسرح تاغنجا المغرب.