أسدل الستار على الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح الذي احتضنته ولاية بجاية لمدة 11 يوما كاملة مملوءة بالعروض المسرحية والنشاطات الثقافية والفنية والعلمية المتنوعة، وأجمع المشاركون على تحقيق هذه الطبعة نجاحا كبيرا، فيما أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي رسميا عن تنصيب المهرجان نهائيا ببجاية· استطاعت ولاية بجاية أن تحقق أهداف الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح بعد نقله استثنائيا من العاصمة إليها، إثر تعرض المسرح الوطني الجزائري لأشغال الترميم، وقد أقنعت بجاية الوزارة الوصية والمنظمين والمشاركين بإمكانياتها البشرية والمادية والمعنوية لاحتضان هذه التظاهرة الدولية بصفة متكررة، كما انفردت به ''الجزائر نيوز'' في أعدادها السابقة فإن خليدة تومي أعلنت رسميا عن ترسيم المهرجان الدولي للمسرح ببجاية نهائيا· وشهد يوم الاختتام تنشيط عدة تظاهرات ثقافية متنوعة على غرار حفلة فلكلورية ''إضبالن'' نشطتها الفرقة الفلكلورية لبجاية أمام مدخل المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح، وصنعت أجواء سادتها البهجة والمتعة بعد إطلاق العديد من الحاضرين العنان لأجسادهم بالرقص والتصفيق وزغاريد النساء الصاخبة التي تعالت في سماء عاصمة الحماديين· وتلتها نشاطات الترفيه والتسلية ببهو المسرح الجهوي من تقديم فرقة التنشيط الفني، صانعة مشاهد فنية فريدة من نوعها عن طريق رقص الدمى من وراء الستار والتي تناسقت حركاتها مع ريتم الأغاني والموسيقى، وتم عرض رقصات من مختلف الطبوع على غرار الرقص المصري والرقص الإفريقي والرقص القبائلي تحت النغمات الموسيقية المحلية لكل رقصة، وتخلل التظاهرة رقصات الشباب من فرقة ''الهيب هوب'' صانعين صور من الرقصات العصرية المميزة، فيما استطاع منشط الفرقة الفنية جسّد على المباشر مسرحية كوميدية بإقحام ثلاثة من المتفرجين، وعرض مسرحية ''الأميرة'' التي تناولت قصة حب بين الأمير والأميرة، وانتهت بمشهد تراجيدي عندما عثر الملك على الأمير يغازل ابنته الأميرة، وقام بقتله دفاعا عن الشرف· وقد نجح الثلاثي المتكون من شاب وشابة وشيخ في إحداث صخب داخل البهو صنعته التصفيقات، وبعدها احتضنت القاعة الكبيرة للمسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح الحفل الرسمي لاختتام المهرجان، حيث افتتح الحفل برقصات عصرية لأربعة شباب بأقنعة الخنازير وبهيئة اللباس الكلاسيكي، ثم قاموا بقراءة قصائد شعرية لكل من المسرحيين الراحلين موحيا بالأمازيغية ومحمود درويش بالعربية ونظيم حكمت وخالد زيرام بالفرنسية، حيث تم تكريم الكاتب والمسرحي العراقي الراحل محمد قاسم، باستضافة حرمه وتنظيم لها تكريم خاص عرفانا بما قدمه زوجها للثقافة والفن والمسرح والأدب، وعرض شريط فيديو تناول نبذة تاريخية عن حياته الفنية المسرحية والأدبية وأهم أعماله وتنقلاته بين أكبر عواصم البلد· وبعدها فتح المجال لمحافظ المهرجان الدولي للمسرح إبراهيم نوال الذي أرجع نجاح هذه الطبعة إلى ''الجهد الكبير الذي قام به سكان بجاية والسلطات المحلية الذين وفروا كل الإمكانيات المادية والبشرية والمعنوية''، مؤكدا أن بجاية أثبتت أنها حقا ولاية تملك حضارة وثقافة وفنا، أما مدير المسرح الجهوي لبجاية المخرج عمر فطموش، فقد اعتبر نجاح المهرجان بالوعي الكبير الذي يسكن نفوس البجاويين وتعطشهم الكبير للفن الرابع· أما ممثلة الوزيرة خليدة تومي السيدة سعادة فقد ثمنت المجهودات التي بذلها المنظمون وسكان بجاية والسلطات المحلية لإنجاح الطبعة، معلنة عن ترسيم المهرجان الدولي للمسرح ببجاية نهائيا· وفي الأخير، تم عرض مسرحية أنجزت في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، تحمل عنوان ''الحلاج'' من تقديم المسرح الجهوي لولاية باتنة، أخرجها حيدر وألفها الكاتب والمسرحي العراقي الراحل محمد قاسم·