تتواصل فعاليات المهرجان الدولي الخامس للمسرح ليومها الخامس، بتنوع العروض المسرحية المكثفة التي استقطبت الجمهور البجاوي بكثرة في كل من دار الثقافة وقاعتي المسرح الجهوي الكبرى والصغرى. ومن أهم العروض التي استقطبت الجمهور مسرحية “الأرض والدم” ومسرحية “امرأة من ورق”، بالإضافة إلى العروض الأجنبية كمسرحية “كسبار” الألمانية، ومسرحية “لكل مواطن زنزانة” المصرية. المسرح الألماني كان ذا تميّز بعرضه المسرحي الذي يطفو عليه الجانب العلمي الفلسفي من حيث الموضوع الذي اقترحه على الجمهور البجاوي في مسرحية “كسبار”، والتي يعالج فيها قضية اللغة هل هي موروثة أم مكتسبة، من خلال “فتى” يعيش منعزلا عن العالم، ثم يبدأ في تعلمه اللغة. والشيء الجديد في المسرحية التي سبق وأن استُثمر نصها في السينما، أن بطلها في العرض المسرحي امرأة. المسرحية استقطبت جمهورا اكتظت به القاعة الكبرى لمسرح بجاية، كما كانت العروض المسرحية الأمازيغية متواجدة من خلال عرض مسرحية “الأرض والدم” ليلة أول نوفمبر بمناسبة الذكرى ال 59 لاندلاع الثورة المباركة. كما تميّز الفاتح نوفمبر بدار الثقافة بعرض مسرحية “امرأة من ورق”، التي وضع نصها الدكتور واسيني الأعرج، الذي حضر العرض وأخرجها المسرحي المعروف ومحافظ المهرجان الأستاذ عمر فطموش. أما العرض الأخير لأول أمس الجمعة فكان من توقيع المسرح المصري في عرضه لمسرحية “لكل مواطن زنزانة”، والتي حاولت معالجة قضية التمركز على الذات، وفقدان الهوية الاجتماعية نتيجة التفكك الأسري واستغلال ذلك من قبل الانتهازيين. المسرحية رمزية سياسية رغم بساطة المعالجة التي تعالجها القضية. أما المسرح العراقي في شقه الكردستاني فقد عرض بالقاعة الصغرى للمسرح الجهوي، مسرحية “حجر الصبر”، والتي أدتها الممثلة “ته لارهيراني” و«كرمانج مصطفى”، وأعدها “دلشاد حسين”، وقام بإخراجها مهدي حسين. مسرحية “حجر الصبر” تدور حول قصة زوجة وزوجها الذي اشتغل عنها بالحرب الدائمة، مما جعل الزوجة تعاني قهر المجتمع وإهمالها في الحب والمعايشة، فيصاب الزوج في إحدى المعارك إصابة بالغة، فيفقد الحركة والكلام ولا يبقى منه إلا الأنفاس، ومن هنا تبدأ الزوجة في سرد حكايتها معه ومع المجتمع. وعقد أول أمس الجمعة محافظ المهرجان عمر فطموش، ندوة صحفية، أعطى خلالها نبذة عن المهرجان الخامس. وعن السؤال الذي طرحته عليه المساء فيما يخص نوعية وجودة العروض المسرحية التي أجمع الكثير من المشاهدين والمتخصصين على أن بعضها لا يرقى للعرض في مهرجان دولي للمسرح، وهل أن المهرجان هو الذي يختار النصوص المسرحية التي تُعرض من أجل المشاركة أم أن هناك لجنة قراءة، أكد محافظ المهرجان أنه بداية من المهرجان السادس القادم ستكون لجنة قراءة للنصوص ولو أدى الأمر إلى عرض ست مسرحيات فقط، وهذه اللجنة تتكون من متخصصين في المسرح كجواد الأسدي، أمين الزاوي ومتخصصين أجانب وصحفيين لقراءة النصوص.