كشف محافظ المهرجان الدولي للمسرح المحترف عمر فطموش، ليلة أول أمس، أن الطبعة الرابعة للمهرجان حققت نجاحا كبيرا من حيث المشاركة ومن حيث العروض المقدمة، مشيرا إلى أن عدد البلدان المشاركة في المهرجان وصلت 28 بلدا وجنسية، منها 18 بلدا أجنبيا شاركوا في العروض المسرحية “في البداية اعتذرت الفرقة المسرحية من اليمن عن عدم المشاركة، لكن في الأخيرة حضرت إلى بجاية وشاركت في المهرجان"، مضيفا إن هناك ممثلي 10 دول أجنبية أخرى شاركوا في الملتقى العلمي من جامعيين ومختصين وباحثين وأساتذة ومسرحيين. ومن حيث النشاطات المسرحية المقدمة، أكد عمر فطموش على هامش الندوة الصحفية التي عقدها بالقاعة الشرفية للمسرح الجهوي عبد الملك بوقرموح أن 22 عرضا مسرحيا على الأقل تقدم يوميا منذ بداية المهرجان منها العروض التي تقدم داخل القاعات وعروض خارج الأسوار التي تقام في أكثر من 12 موقع، إضافة إلى القوافل التي تقوم بها عربات الأحصنة بمختلف طرق وشوارع وأحياء بجاية، كما أكد أن محافظة المهرجان عمدت في الطبعة الرابعة على توسيع نشاطاتها المسرحية إلى عدة بلديات من ولاية بجاية على غرار أميزور، تازمالت، أقبو، برج ميرة، تيشي وتيمزريت، إضافة إلى توسيع النشاطات إلى ولايات أخرى على غرار الجزائر العاصمة، المدية، باتنة، تيزي وزو... وغيرها. وأرجع عمر فطموش هذه العملية إلى محاولة إعادة المسرح للجمهور والعودة إلى مسرح الشارع “المسرح يجب أن يرجع للجمهور لأن الأزمة التي يعيشها المسرح مع الجمهور تشهدها أغلب دول العالم، فالطريقة الوحيدة التي بإمكان عقد مصالحة بين المرح والجمهور هو العودة إلى المسرح الجواري ومسرح الشارع". من جهة مقابلة، تطرق عمر فطموش إلى الخلل الذي صادفه في التنظيم، مشيرا إلى أن كثافة البرنامج وكثرة النشاطات وغياب المرافق والهياكل المسرحية والثقافية ببجاية هي من تسببت في المشاكل، وأشار إلى أن هذه الطبعة منحت تجربة وخبرة كبيرة للمنظمين قصد تصحيح الأخطار مستقبلا، حيث أكد أن التحضير للطبعة الخامسة سينطلق مباشرة بعد انتهاء الطبعة الرابعة، وتعهد بالعمل على إيجاد حل نهائي للمرافق المسرحية، كاشفا أن العام المقبل سيتم تهيئة 5 مواقع للعروض بوضع كراسي على شكل مدرجات وكل واحد يتضمن أكثر من 300 مقعد. هذا، وأوضح عمر فطموش أن عدم برمجة مسرحيات بالأمازيغية في هذا المهرجان راجع إلى كثافة البرنامج والسعي إلى منح الفرصة للجمهور البجاوي لاكتشاف مسرح الدول الأجنبية “طيلة السنة ومسرح بجاية يعرض مسرحيات بالأمازيعية وفي العديد من البلديات واليوم الجمهور البجاوي بحاجة إلى التفتح على مسرح مختلف"، ونفى أن تكون وراء عدم برمجة المسرحيات بالأمازيغية أي خلفيات مثلما روج له بعض الإعلاميين وبعض الباحثين في الثقافة الأمازيغية “لا أحد يمكن له أن يقدم لي دروسا في الهوية الأمازيغية، فأنا من أعدت المسرح الأمازيغي إلى الواجهة وأتحدى من يقول العكس". هذا، وكشف عمر فطموش أن محافظة المهرجان الدولي للمسرح ستعقد في الأيام القليلة القادمة اتفاق شراكة مع المعهد البلجيكي “لينساس" للتبادل الثقافي وتكوين في مختلف تخصصات المسرح لفائدة الجزائريين، مضيفا أنه خلال شهر ديسمبر سيتم تنظيم مؤتمر إفريقي للمسرح، فضلا عن أيام تكوينية للمسرحيين في مستغانم.