وضعت زيارة وزير الخارجية الامريكي إلى القاهرة، أمس، حدا للضبابية التي طبعت علاقات البلدين منذ الإطاحة بنظام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي يوم 3 جويلية الماضي. وأكدت الإدارة الأمريكية من خلال هذه الزيارة على رغبتها في إعادة عقارب هذه العلاقات إلى سياقها الطبيعي في موقف أكد عليه جون كيري، أمس، بما يطمئن السلطات الانتقالية المصرية التي رأت في الموقف الامريكي تجاهها مباشرة بعد إنهاء مهام الرئيس المعزول بأنه غير منطقي وتدخل مباشر في شؤون مصر الداخلية. ولم تكن محطة العاصمة المصرية مدرجة ضمن جولة كيري المطولة إلى عواصم عدة دول عربية ولكن الادارة الأمريكية رأت ضرورة إدراج القاهرة ضمن هذه الجولة كون الوقت مناسب لإعادة الدفء إلى علاقات وصفت إلى غاية أحداث نهاية جوان الماضي بالإستراتيجية. والمؤكد أن زيارة كيري ستخدم موقف السلطات الانتقالية المصرية وخاصة وأنها جاءت عشية أول جلسة لمحاكمة الرئيس محمد مرسي بتهمة قتل متظاهرين والتحريض على القتل واكتفى بالمطالبة بتنظيم انتخابات شفافة وعادلة. والمفارقة أن جون كيري لم يشر إلى هذه المحاكمة مع أن بلاده كانت سباقة إلى المطالبة بإطلاق سراح مرسي ووقف كل المحاكمات السياسية بما يؤكد أن الولاياتالمتحدة بدأت تتعاطى مع الموقف المصري وفق منطق براغماتي محض وخاصة بعد أن تنامت أعمال العنف والاغتيالات المحسوبة على مجموعات متطرفة وخاصة في شمال سيناء والتي رأت فيها تهديدا لحليفتها إسرائيل. يذكر أن العلاقة توترت بشكل جدي بين القاهرة وواشنطن بعد قرار الجيش المصري عزل الرئيس مرسي ولجوئها إلى تجميد مساعداتها المالية والعسكرية بقناعة أن قيادة الجيش المصري أطاحت برئيس انتخب بطريقة ديمقراطية. ولكن تصريحات جون كيري التي التزم من خلالها أن الولاياتالمتحدة "صديقة وشريك مصر تتعهد بالعمل وتواصل تعاونها مع الحكومة الانتقالية" في نفس الوقت الذي طمأن فيه بأن بلاده ستعاود تقديم مساعداتها لشعب مصر والمقدرة بحوالي 1,5 مليار دولار سنويا للمساهمة في مواجهة الإرهاب. وقد أكد نبيل فهمي أنه اقتنع بعد محادثاته مع جون كيري بوجود مؤشرات إيجابية تؤكد رغبة ثنائية من أجل إعادة العلاقات بين البلدين إلى سكتها وبشكل إيجابي". والتقى كيري خلال تواجده بالعاصمة المصرية أيضا بالرئيس الانتقالي عدلي منصور ووزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي.