رفضت السلطة الفلسطينية، أمس، كل فكرة للتوقيع على اتفاق انتقالي مع حكومة الاحتلال، بقناعة أن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل بكثير من التوصل إلى اتفاق سيئ ويضر بمصالح الشعب الفلسطيني. وجاء موقف الجانب الفلسطيني من هذه الفكرة ليؤكد فشل المفاوضات الجارية بين الجانبين منذ أوت الماضي برعاية أمريكية وحرص شخصي من وزير الخارجية جون كيري. ولكن طرح مثل هذه الفكرة أكد على أن جلسات التفاوض التي جرت إلى حد الآن عجزت عن إقناع حكومة الاحتلال بحتمية قبول فكرة التفاوض على أساس مبدأ حل الدولتين الذي كانت واشنطن السباقة إلى الترويج له قبل أن تصطدم بموقف إسرائيلي رافض له. وقال محمد الشطيح، أحد أعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض، أمس، إنه في غياب إرادة سياسية لدى الجانب الإسرائيلي وافتقادها لأي جدية فإننا نعتقد أن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل لنا من التوقيع على اتفاق سيئ. وأضاف أن الجانب الفلسطيني لا يريد تمديد مرحلة انتقالية أو أي اتفاق انتقالي مع حكومة الاحتلال لان ما نريده اتفاق شامل ونهائي يعيد للفلسطينيين حقوقهم وينصفهم. ويتأكد من خلال هذه التصريحات أن الجانب الإسرائيلي يريد ربح مزيد من الوقت لتحقيق مخططاته الاستيطانية في أراضي الضفة الغربيةوالقدس الشريف عبر الضغط على المفاوضين الفلسطينيين بقبول فكرة الإعلان عن اتفاق انتقالي. ولكن ماذا يمكن لحكومة الاحتلال أن تقدمه للجانب الفلسطيني حتى يقبل بهذه الفكرة وهي التي تصر على ضم المزيد من أراضي الضفة وتكرس سياسة تهويد القدس الشريف بل إنها خرجت بفكرة شيطانية تقضي بإقامة جدار يفصل الضفة الغربية عن الأردن في نفس الوقت الذي رفضت فيه العودة الى حدود جوان 1967 وأصرت على جعلها وفق مسار جدار العزل العنصري الذي أقامته لخنق الفلسطينيين فيما تبقى له من أرض. كما أن المقترح الإسرائيلي أكد أن زيارة جون كيري الأخيرة إلى فلسطينالمحتلة ولقائه بمسؤولي الجانبين بعد أن حمل على عاتقه مهمة إنجاح مفاوضات السلام في الشرق الأوسط فشلت في تحقيق أي تقدم على طريق تحقيق هذا المبتغى. والحقيقة أن الفشل مرده لليونة التي تبديها الادارة الأمريكية تجاه إسرائيل إلى درجة أفقدتها صورة ومصداقية دور الوسيط بعد أن راح جون كيري نفسه يروج للطرح الإسرائيلي بذريعة أنه يستحيل التوصل إلى اتفاق نهائي حول قضايا صعبة وشائكة. وهي المواقف الأمريكية المترددة التي جعلت الوزير الأول الإسرائيلي يحث جون كيري على الضغط على الفلسطينيين حتى يقبلوا بفكرته التي تفقد المفاوضات كل معنى إن لم نقل إنها ستكون هذه المرة أيضا مجرد خدعة سترهن مزيدا من الأراضي الفلسطينية وتهدر حقوقا فلسطينية إضافية.