حددت الأممالمتحدة بشكل رسمي ونهائي، أمس، تاريخ الثاني والعشرين جانفي القادم موعدا لعقد ندوة جنيف الثانية حول الأزمة السورية، يلتقي خلالها الفرقاء من أجل وضع حد لحرب أهلية عمرت لقرابة ثلاث سنوات.وجاء الإعلان عن هذا التاريخ بعد اجتماع تنسيقي عقده دبلوماسيون روس وأمريكيون وأمميون بمدينة جنيف خصص للاتفاق حول موعد هذه الندوة. وينتظر بعد هذا الاتفاق أن يوجه الأمين العام للام المتحدة، بان كي مون، دعوات رسمية الى كل الأطراف التي يعتقد أن لها دورا تلعبه من أجل إنهاء هذه الأزمة. ويبدو أن هيئة الأممالمتحدة وجدت صعوبات جمة مما استعصى عليها عقدها في نفس اليوم من الشهر القادم بسبب التأخر الذي أبدته أطياف المعارضة السورية في الإعلان عن موقفها النهائي من فكرة المشاركة في الندوة والشروط التي وضعتها مقابل جلوسها الى طاولة المفاوضات. وسبق لعدة أطراف أن أكدت أن الندوة ستعقد في الثاني والعشرين من الشهر القادم على خلفية الاتصالات التي أجراها الوفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في مختلف العواصم العربية والإقليمية قبل لقاء جمعه بممثلي روسيا والولايات المتحدة بمدينة جنيف السويسرية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها الأمين العام الاممي الذي رعى الوساطة وكل المساعي التي قام بها موفده الخاص الى سوريا من إجلاس النظام السوري والمعارضين له حول طاولة مفاوضات واحدة منذ اندلاع الحرب الأهلية بينهما في مارس 2011. وأكد بيان عن الأمين العام الاممي أن الجميع سيتوجه إلى جنيف والأمل معلق على نتائج هذه الندوة قصد التوصل إلى حل نهائي لمأساة عمرت طويلا وبآثار وانعكاسات كارثية. وقال إنها الفرصة السانحة لتحقيق انتقال سلمي ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري ويحقق السلم والكرامة والحماية لكل الأقليات في سوريا. وحسب مصادر أممية، فإن الندوة تهدف أساسا إلى التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء من أجل وضع خطة إنهاء الأزمة المتوصل إليها في 30 جوان 2012 والذي تبنته القوى العظمى ودول الجوار قيد التنفيذ العملي. واستحال تجسيد هذه الخطة بل إنها كانت سببا في انزلاق الوضع العسكري بين الفرقاء بلغت ذروته الصيف الماضي عندما اشتعلت كل جبهات المواجهة بين الجيش النظامي السوري والجيش السوري الحر ضمن وتيرة اقتتال جعلت حصيلة المواجهات تبلغ أكثر من 120 ألف قتيل. وهو ما جعل ندوة جنيف الثانية تتأجل من تاريخ إلى آخر بسبب احتدام المعارك وأيضا بسبب طغيان حسابات القوى الكبرى التي لم تكن مستعدة للجلوس إلى الطاولة على خلفية إمكانية تحقيق أي من المتحاربين نصرا عسكريا على الآخر. ولكن استمرار الأزمة وحدوث مجزرة الغوطة، إحدى ضواحي العاصمة دمشق، في 21 أوت الماضي والتي راح ضحيتها قرابة 1500 قتيل بسبب استعمال السلاح الكيماوي، وبقدر ما كانت حصيلة تلك الجريمة كارثية على وضع إنساني متدهور بقدر ما كانت سببا في اقتناع موسكووواشنطن أن الحل بأيديهما وان استمرار المواجهة لن يجلب إلا مزيدا من الدمار سيكون الرابح فيه من أكبر الخاسرين. وهو ما أحدث حراكا سياسيا ودبلوماسيا واقتنعت موسكو بضرورة الضغط على النظام السوري في نفس الوقت الذي ضغطت فيه واشنطن على المعارضة من أجل إقناعها بالجلوس إلى طاولة التفاوض. وتهدف ندوة جنيف إلى التوصل إلى حد أدني من التوافق يكون أرضية إجماع من أجل تشكيل ائتلاف حكومي يضمن المرحلة الانتقالية ويضع تصوراته لمرحلة ما بعد الحرب الأهلية. وقال الأمين العام الاممي أن النزاع السوري طال أكثر من اللازم وسيكون من غير اللائق عدم استغلال فرصة ندوة جنيف لوضع حد لمعاناة السوريين والتدمير الذي ضرب البنى التحتية في هذا البلد.