بلغ عدد المصابين بداء السيدا في الجزائر منذ عام 1985 إلى سبتمبر 2013، إلى 1443 حالة مؤكدة، و6603 حالات للمصل الإيجابي بمعدل 0.1 % من انتشار الداء في الوطن بكامل الولايات دون استثناء، 70% من حالات الإصابة بسبب العلاقات الجنسية غير المحمية وتخص الفئة العمرية بين 25 و49 سنة، بينما تمثل إصابة الأطفال نسبة 3 %. كشف المتدخلون خلال الورشة الجهوية الأولى حول ترقية الكشف المبكر للسيدا والقضاء على انتقال العدوى من المرأة الحامل المصابة إلى الجنين، أن الجزائر تسعى من خلال تطبيق أهداف الألفية لمنظمة الأممالمتحدة 2000 -2015 إلى تحقيق نسبة انخفاض وفيات الأمهات الحوامل ومواليدهن بسبب عدوى السيدا إلى 90 %، لذا جندت الجزائر كل الوسائل اللازمة لحماية النساء في سن الإنجاب، لاسيما الحوامل اللائي اكتُشفت إصابتهن بالفيروس بنسبة 50 %. في هذا السياق، كشفت الدكتورة سميرة خليفي أن حالات انتقال العدوى من الأم نحو الطفل تمثل 2 % من مجموع الإصابات بالوطن، هذه النسبة ارتفعت في السنوات الأخيرة، حيث بينت الأرقام أنها كانت في عام 2000 تمثل 0.2 % وفي 2007 وصلت إلى 0.9 %، مرجعة السبب إلى ترقية وسائل التشخيص المبكر، إلى جانب العمل التوعوي الذي كان وراء تقدم متطوعين لإجراء فحص العدوى، مما سمح باكتشاف 15.1 % من الإصابة في وسطهم، في الوقت الذي سمح فحص ما قبل الزواج باكتشاف عدوى الفيروس لدى 10.1%، حسب إحصائيات 2012. من جهته، كشف البروفسور عبد الوهاب ديف رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة السيدا، أن حوالي 3200 مصاب بالأيدز يخضعون للعلاج في سبعة مراكز لمكافحة الداء بالوطن، مؤكدا بقوله؛ إن “التحدي الحقيقي بحلول 2015 هو إنقاص نسبة انتقال عدوى الفيروس من الأم المصابة إلى طفلها ب 90 %، خاصة أن الجزائر تملك الإمكانيات الطبية والكفاءات لتحقيق ذلك”، وشدد المختص على أهمية إجراء فحص ما قبل الزواج للشباب المقبل على الزواج، خاصة أن التغيرات الكثيرة التي عرفها مجتمعنا تشير إلى النشاط الجنسي للشباب من الجنسين قبل الزواج، مما يزيد من حدة الإصابة بفيروس السيدا واتساع رقعة انتشاره، خاصة بين الفئة العمرية 15و49 سنة. ترتكز استراتيجية صفر عدوى السيدا من الأم نحو الطفل أساسا على العيادات متعددة الخدمات التي تتوفر على مصالح حماية الأمومة والطفولة الموجودة بكل التراب الوطني، ولتحقيق ذلك، لا بد من دعم التزام عمال الصحة في هذا المجال وجعل منع انتقال عدوى «الاش أي في» وسط الأطفال ضمن علاجات الأمومة والطفولة، وعلى هذا الأساس، فإن ثلاث ورشات جهوية أخرى ستنعقد تباعا بعد ورشة العاصمة بهدف تكوين طاقم طبي وشبه طبي في مجال التكفل النوعي بالأم المصابة بعدوى السيدا لاسيما الحامل، ويندرج هذا ضمن خطة الألفية للانوسيدا الرامية إلى دعم التزام عمال الصحة قصد منع انتقال العدوى من الأمهات إلى المواليد الجدد.