أكد الأمين العام للجمعية العربية لمرافق المياه "أكوا" السيد خلدون حسين الخشمان أمس بالجزائر، أن هناك أربع دول عربية لا تعاني من عجز في مياه الشرب، في حين تتخبط باقي الدول في عدة مشاكل، منها إقليمية، وهو ما تعرفه مصر؛ بسبب إطلاق مشروع إنشاء سد بإثيوبيا، ودول المغرب العربي التي تعاني من انعكاسات التغيرات المناخية، والخليج الذي يبحث اليوم عن مصدر جديد لإنتاج المياه، وهو ما جعل الجامعة العربية - يضيف المتحدث- تتبنى استراتيجية للتعاون ما بين المنظمات، وتحث الحكومات العربية على اعتماد خطة قومية للمياه، مبنية على تبادل الخبرات، خاصة بعد أن تم اختيار التجربة الجزائرية في مجال تحويل المياه، والسعودية في مجال تحلية مياه البحر، وتجربة الرياض في التحكم في التسربات. وبمناسبة عقد المؤتمر السادس للجمعية العربية لمرافق المياه "أكوا" بالجزائر تحت شعار "الاعتماد ومعايير ضبط الجودة في إدارة مرافق المياه في المنطقة العربية"، دعا الأمين العام للجمعية السيد خلدون حسين الخشمان، إلى ضرورة تبادل الخبرات والمعارف ما بين الدول العربية لتخطّي أزمة الجفاف التي تعاني منها جل الدول؛ بالنظر إلى انعكاسات التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن لكل دولة تجربتها، وتكلفة إنتاج المياه تختلف من منطقة إلى أخرى، حسب تنوع مصادر مياه الشرب، وعليه وجب اليوم الاتفاق على اعتماد معايير موحَّدة للجودة مع إدخال التقنيات الحديثة في إنتاج المياه على ضوء التجارب العربية الناجحة. ويتوقع السيد حسين الخشمان أن يتم تبنّي قرارات وتوصيات هامة خلال لقاء الجزائر، الذي يعرف مشاركة 300 خبير في مجال إنتاج وصرف المياه الصحي، يمثلون دولا عربية وأخرى أجنبية، وهو ما يسمح باعتماد مواصفات موحدة للدول العربية، مع اقتراح أحسن الطرق لإصلاح تسيير المؤسسات التي تُعنى بإنتاج المياه. من جهته، أكد ممثل الجامعة العربية السيد جمال الدين جاب الله، على ضرورة التعامل الجماعي مع انعكاسات التغيرات المناخية؛ من منطلق أن مصادر المياه غير متجددة، وهو ما دفع بالجامعة العربية إلى تنصيب مجلس وزاري عربي للمياه، اعتمد خلال قمة بغداد سنة 2012، استراتيجية عربية "للأمن المائي"؛ لمواجهة التحديات على أساس التعاون بين دول الجامعة العربية وتبادل البحوث والخبرات في المجالات التي لها علاقة بطرق توفير مياه الشرب للمواطنين. وعلى هذا الأساس يقول السيد جاب الله: "تم الحرص على تنظيم العديد من المؤتمرات والورشات التقنية لبحث إشكالية الجفاف وكيفية التحكم في الموارد المائية القليلة". وبخصوص الأعمال التي تقوم بها الجامعة العربية في هذا المجال، تحدّث السيد جاب الله عن إعداد نظام معلوماتي إقليمي لتنفيذ أهداف الألفية، يضم كل البيانات المتعلقة بالاستثمارات العربية في مجال توزيع وصرف المياه. كما تسعى الجامعة العربية للتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات للتعاون في مجاري المياه المشتركة مع دول غير عربية، على غرار مجرى وادي النيل. كما دعا ممثل الجامعة العربية إلى اعتماد خطة قومية للمياه، لتحديد مصادر التموين بمياه الشرب، تدخل في حساب الموازنة بين الإمكانات الطبيعية وطاقات تحلية مياه البحر على ضوء الإمكانات المتاحة لكل دولة لآفاق 2025. وبالنظر إلى تجربة الجزائر في مجال التسيير المفوّض لإنتاج وصرف المياه وتحويل المياه ما بين السدود لضمان تقسيم عادل للثروة المائية، أشاد وزير الموارد المائية السيد حسين نسيب بالاستراتيجية القطاعية في هذا المجال، مبرزا حرص الحكومة على ضمان الجودة في نوعية المياه الموزعة، وعليه فإن مثل هذه اللقاءات - يقول الوزير فرصة لطرح التقنيات الجديدة وتدعيم تداولها ما بين الدول العربية؛ للحفاظ على الموارد المائية وتفعيل الاستثمارات لترشيد الاستغلال. يُذكر أن المؤتمر السادس للجمعية العربية لمرافق المياه "أكوا"، ستمتد أشغاله إلى ثلاثة أيام على شكل ورشات، تعالج كل واحدة منها ملفا خاصا بطرق التسيير المحكم لمرافق المياه والمعايير العالمية للجودة. كما سيتم عقد الاجتماع التاسع لمجلس إدارة الجمعية، وتنظيم معرض تشارك فيه عدد من الشركات الجزائرية والعالمية، الناشطة في مجال إنتاج وصرف المياه.