ناشدت النساء الإفريقيات، في ختام أشغال الندوة الدولية لدور النساء في حركات التحرر من أجل الحرية والاستقلال، المنعقدة جلساتها بمخيمات اللاّجئين الصحراويين بتندوف، الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأممالمتحدة بضرورة تسريع مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية من خلال تنظيم استفتاء حر يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي. كما طالبت الوفود النسوية الإفريقية في بيان توج أشغال ندوتهن المنعقدة بولاية بوجدور في إطار النشاطات الإفريقية للتضامن مع النساء الصحراويات، بتكفّل المجتمع الدولي بحماية حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة، في ظل تزايد الانتهاكات الجسيمة للحقوق الفردية والجماعية للصّحراويين العزّل بالإضافة إلى وقف نهب الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية. وركّز بيان الندوة على ضرورة التفاف الدول المحبة للسلام حول دعم الجهود التي تبذلها الجمعيات والمنظمات المتضامنة مع كفاح الشعب الصحراوي العادل وإثارة قضيته في مختلف المحافل الدولية، مشدّدا على وجوب وقوف كل المناضلات في أرجاء المعمورة إلى جانب النساء الصحراويات في كفاحهن المرير من أجل الحرية والاستقلال. كما دعت المجتمعات المدنية العالمية إلى الانخراط في مثل هذه الأعمال التضامنية ودعمها لخدمة قضايا السّلام العالمي والتضامن مع كل القضايا العادلة وضرورة التصدي لجدار الذل والعار الذي يقسم الصحراء الغربية أرضا وشعبا بما يستدعي إيجاد آلية لمراقبة حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة وفك الحصار الإعلامي والأمني المفروض من قبل نظام المخزن على المراقبين الدوليين والصحافة العالمية في هذه المناطق. وذكّر البيان الختامي بأن الندوة الدولية لدور المرأة في حركات التحرر من أجل الاستقلال تنعقد للمرة الأولى بمخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث تمت إثارة الوضع الخاص والاستثنائي الذي تعيشه آخر مستعمرة في قارة إفريقيا الذي لم يتمكن شعبها من تقرير مصيره طبقا لمواثيق الشرعية الدولية بالرغم من وضوح قضيته التي تصنفها الأممالمتحدة دون التباس كقضية تصفية استعمار فعلي منذ سنة 1963 بسبب تعنّت النظام المغربي وضربه عرض الحائط بكل القرانين والقرارات الدولية في هذا الشأن. وعكست الندوة المستوى العالمي لتضامن النساء الإفريقيات مع المرأة الصحراوية، واعتبرت أن ما تقوم به النساء الصحراويات من نضال ضد الاحتلال المغربي في المناطق المحتلة وصمود في مخيّمات العزة والكرامة، يشكل تواصلا لنفس المسيرة النضالية التي قامت وتقوم بها المرأة الإفريقية في شتى أنحاء القارة. ويجسّد مبادئ كبرى تشترك في قيم عظيمة تشكل في مجموعها مفهوم الإنسانية ومبادئ التحرر والتسامح والتكافل وصون كرامة المرأة وحقوقها المشروعة. وعبّر المشاركون في هذا اللقاء الدولي عن بالغ حزنهم وتعازيهم العميقة لعائلة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا وجميع شعب جنوب إفريقيا والقارة السمراء ككل.يذكر أن أشغال الندوة اختتمت بعد ثلاثة أيام من النشاط الحافل من خلال تقديم عدّة مداخلات والاستماع إلى عدة تجارب حول مشاركة المرأة في العديد من الدول الإفريقية. كما كانت مناسبة هامة لتدارس عدة أفكار ومشاريع تخصّ سبل تطوير العمل المشترك بين الدول الإفريقية مستقبليا. وشارك في أشغال الندوة وفود وشخصيات من دول ناميبيا وجنوب إفريقيا وأوغندا والبنين والرأس الأخضر وبوركينافاسو وغينا بيساو وزيمبابوي وتنزانيا والموزمبيق ورواندا، بالإضافة إلى مهتمين ومتعاطفين مع القضية الصحراوية من إسبانيا والمكسيك وإيطاليا. مبعوث ”المساء” إلى مخيمات اللاّجئين الصحراويين: مولود أجاوت