أبرز المشاركون في الندوة الدولية حول دور النساء في حركات التحرر من أجل الحرية والاستقلال بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، الدور البارز والريادي للمرأة الصحراوية في التحدي والمقاومة والنضال من أجل التحرر والاستقلال، مركزين في ذلك على التجربة التاريخية العريقة للمرأة الجزائرية المجاهدة التي شاركت إلى جانب أخيها الرجل خلال ثورة التحرير المباركة ضد الاستعمار الفرنسي. وركّزت الوفود النسوية المشاركة في فعاليات هذه الندوة التي افتتحت بقاعة المحاضرات بمدرسة 27 فيفري بولاية بوجدور تحت إشراف والي الولاية على المسيرة النضالية التاريخية للمرأة الصحراوية المجاهدة منذ الغزو المغربي الغاشم للصحراء الغربية، داعين في السياق إلى ضرورة إعادة الاعتبار للنضالات النسوية في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال من خلال الاستلهام من سيرة مجاهدات وشهيدات الجزائر في كفاحهن ضد الاستعمار. وفي هذا الإطار، نوّهت والي بوجدور وعضو الأمانة الوطنية بجبهة البوليزاريو، العزةّ إبراهيم ببيه، بالتضحيات الكبيرة التي بذلتها ولا تزال تبذلها المرأة الصحراوية في مسيرة النضال من أجل الاستقلال، مبرزة استعداد النساء الصحراويات لبذل المزيد من التضحيات إلى غاية التوصّل إلى تقرير المصير والتحرّر. وأوضحت أن المرأة الصحراوية صارت أكثر توقا للكفاح والنضال المشروع من أجل التحرّر من الاستعمار المغربي، مؤكدة أنها تقف وقفة إكبار وإجلال لما قدّمته شقيقاتها الجزائريات من أجل استرجاع السيادة الوطنية من فرنسا الاستعمارية خلال حرب التحرير. كما جّددت المسؤولة الصحراوية دعوتها الى ضرورة التدخل العاجل للمجتمع الدولي من أجل وقف حملة الاعتقالات التعسفية والمحاكمات العسكرية الصورية ضد المواطنين الصحراويين العزّل بالأراضي المحتلة، مذكّرة بوجوب الضغط على المغرب لإجباره على السماح بتوسيع بعثة "مينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالأقاليم الصحراوية المحتلة. وبدورها، دعت وزير التربية والتعليم الصحراوية، مريم السالك، في كلمة لها إلى ضرورة الاقتداء بمسيرة الكفاح المرير للمرأة الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي، مشيرة إلى الأشواط الجبارة التي قطعتها الصحراويات في مجال التربية والتعليم بالمخيمات رغم قلة الوسائل المادية والتقنية. وهو ما اعتبرته تحديا آخر يستدعي منهن بذل المزيد من الجهد والتحدي في سبيل الدفاع عن القضايا العادلة والمشروعة. كما قالت في هذا السياق الأمينة العامة لاتحاد النساء الصحراويات، فاطمة المهدي، أن كفاح المرأة الصحراوية والإفريقية على حد سواء يضرب بجذوزه في التاريخ، معتبرة أن القارة الإفريقية كانت سباقة في رفض ونبذ كافة أشكال الاستعمار والاحتلال والاستغلال غير المشروع لثروات الشعوب والدول. وفي إطار مداخلة حول أهمية المشاركة السياسية للمرأة في حركات التحرير، دعت مسؤولة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، نورية حفصي، إلى تعزيز النشاط السياسي للمرأة الصحراوية وتمكينها أكثر من المشاركة في الحياة السياسية، وبالبرلمان الصحراوي لإثراء المشهد السياسي العام بالجمهورية العربية الصحراوية في إطار النضال من أجل افتكاك الاستقلال. كما ذكّرت بالمناسبة بالموقف الثابت للجزائر في مساندة ودعم القضية الصحراوية العادلة وأحقية الصحراويين في تقرير مصيرهم بأنفسهم بعيدا عن كل المحاولات الرامية لاضفاء الوصاية المغربية على هذه القضية التي تعد آخر مستعمرة في القارة الإفريقية. وأكدت الأمينة العامة لحركة "سوابو" النسوية الناميبية، نومي بيترينا هاينغورد، في كلمة ألقتها وقوف بلدها شعبا وحكومة إلى جانب الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع ضد الاحتلال المغربي. وقالت نومي في هذا الإطار إن "بلدها يبقى فخورا بدعم القضية الصحراوية في كافة المحافل الدولية وسيعمل البرلمان الناميبي على مناقشة دعم انشغالات الشعب الصحراوي ومحاولة نقلها إلى الهيئات الأممية لاسيما ما يتعلق بقضية استفتاء تقرير المصير وتحرير أراضي الصحراء الغربية من الاحتلال المغربي. ووعدت من جهة أخرى إلى تخصيص قافلة مساعدات إنسانية لفائدة سكان المخيمات في القريب العاجل تضم مواد غذائية وألبسة وأدوية ومستلزمات الأطفال الرضّع، موضحة أن هذه القافلة كان مقررا أن تصل إلى المخيمات قبل افتتاح أشغال هذه الندوة إلا أنها تأخرت بعض الوقت لاستكمال كافة الترتيبات والإجراءات الإدارية والتنظيمية الخاصة. وتواصلت الأشغال خلال الفترة المسائية واستعرض المشاركون عبرها تجربة بعض البلدان الإفريقية في حركات التحرير والمشاركة في الحياة السياسية على غرار الجزائر وجنوب إفريقيا وناميبيا والموزمبيق والجمهورية الصحراوية (مخيمات العزة والكرامة والمناطق المحتلة). كما ينتظر بعد المناقشة العامة لكافة أوراق الندوة الإعلان عن البيان الختامي للندوة. مخيمات اللاجئين الصحراويين: مولود أجاوت