دعت المشاركات في أشغال الندوة العالمية الثالثة لدعم مقاومة المرأة الصحراوية يوم الجمعة بولاية السمارة إلى "تضامن فاعل" مع المرأة والشعب الصحراويين لكسر جدار الصمت الذي يفرضه المحتل المغربي على مسألة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. وألحت المشاركات لدى افتتاح الندوة المنظمة تحت شعار "وضعية وحق المرأة الصحراوية في المقاومة" على أهمية "إقامة شبكة تضامن فاعل من شأنها تثمين نضال المرأة الصحراوية وكسر جدار الصمت التي يريد فرضه المحتل المغربي". وأكدت كريستيان بيريغو من اللجنة السويسرية لمساندة الشعب الصحراوي أن المشاركين والمدعوين لهذه الندوة يسعون من أجل "تضامن فاعل" مضيفة أن هذا النوع من اللقاءات يسهم في "تحسيس المجتمع الدولي بالجهد الذي تبذله المرأة الصحراوية لاسيما في الأراضي المحتلة حيث تتعرض يوميا لشتى أنواع العنف وانتهاكات حقوق الإنسان". وقالت بيريغو أمام المشاركين ومعظمهم نساء قدمن من مخيمات اللاجئين والأراضي المحتلة "نناضل من أجل هدم جدار العار الذي يفصل الصحراويين وكسر جدار الصمت الذي بالرغم من محاولاته لم يتمكن من إخماد كفاح الصحراويين السلمي". واستطردت قائلة "أجدد ندائي اتجاهكن جميعا لتجديد عقد تضامننا من أجل استقلال الشعب الصحراوي". وأكدت مناضلة حقوق الإنسان السويسرية على ضرورة "إقامة شبكة قوية ومتينة من نساء العالم بغرض حمل رسالة الشعب الصحراوي الذي يواصل كفاحه من أجل استقلاله منذ حوالي 40 سنة" مشيرة إلى أن "أحداث أكديم إيزيك سجلت مرحلة جديدة في كفاح هذا الشعب". من جهتها اعتبرت ممثلة الحزب الديمقراطي الإيطالي لوتشيا مانويلا أن هذه الندوة تمثل "مشروعا هاما" بالنسبة لجميع الجمعيات الحاضرة في سمارة من أجل "الدفاع أكثر عن القضية الصحراوية". وأمام حضور كان يهتف بشعارات مناهضة للاحتلال المغربي أكدت المتحدثة التزام هذه الجمعيات بالاضطلاع بمهمتها "لتحسيس حكوماتنا وشعوبنا بعدالة قضية الشعب الصحراوي وشرعية حقه في العيش في سلام وحرية". وبدوره جدد الوفد الكوبي دعم بلده "الثابت" للقضية الصحراوية داعيا إلى إطلاق سراح كل السجناء السياسيين القابعين في السجون المغربية. أما رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات نورية حفصي التي تحدثت باسم اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي فقد جددت دعم الجزائر للقضية الصحراوية متأسفة لكونها آخر مستعمرة في القارة الإفريقية. و من جانبها ذكرت ممثلة رابطة نساء جنوب إفريقيا المنضوية تحت لواء المؤتمر الوطني الإفريقي أنها قدمت من موطن نيلسون مانديلا الذي انتصر على الأبارتايد لتحث الصحراويين على " الصبر والمثابرة إلى غاية تحقيق النصر". وأكدت ممثلة وفد جنوب إفريقيا تحت تهليل الحضور أن المرأة الصحراوية تشكل "حجر الأساس في بناء صرح الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " بالنظر ل"روح التضحية والتفاني التي تلقنها للأجيال القادمة". و أعربت صوفي بيهو بورجوا عن تجمع "نساء في مسيرة" (فرنسا) عن إعجابها بصمود المرأة الصحراوية بالرغم من الظروف الصعبة التي تحيط بها. و التزمت بالعمل لدى الجمعيات الفرنسية للتعريف بقضية الشعب الصحراوي وكفاحه. وانطلقت الندوة العالمية الثالثة لدعم مقاومة المرأة الصحراوية اليوم الجمعة بسمارة بمشاركة 135 مندوبة من القارات الخمس وستتواصل يومي السبت والأحد بالجزائر العاصمة. وتجدر الإشارة إلى أن الصحراء الغربية التي تعتبرها الأممالمتحدة منذ 1964 إقليما غير مستقل هي آخر مستعمرة في إفريقيا يحتلها المغرب منذ سنة 1975 بدعم من فرنسا.