البوليزاريو تطالب فرنسا بعدم عرقلة مسار تقرير مصير الشعب الصحراوي وصف الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز مشاركة عدد كبير من نساء العالم في الندوة الدولية الثالثة لدعم مقاومة المرأة الصحراوية، دليل على "التضامن مع الشعب الصحراوي، بخاصة المرأة الصحراوية، في مسيرته النضالية من أجل الحرية والاستقلال". وقال الرئيس الصحراوي خلال استقباله الوفد المشارك في هذه الندوة، عن أهمية الوقت الذي يحضر فيه الوفد إلى مخيّمات اللاجئين، "ليقولوا للعالم ولمجلس الأمن: أوقفوا معاناة الشعب الصحراوي". ومن جهة أخرى، طالبت السلطات الصحراوية أمس نظيرتها الفرنسية، بعدم عرقلة مسار تقرير مصير شعب الصحراء الغربية، وذلك عشية مناقشة مجلس الأمن الدولي لتقرير الأمين العام الأممي حول القضية الصحراوية. وقال ردحي شايار بشير أمين عام وزارة الخارجية الصحراوية، خلال استقباله لوفد المشاركات في الندوة العالمية للمرأة المنعقدة بمخيّمات اللاجئين، إنه يتعين على "فرنسا النظر نحو المستقبل وإحداث قطيعة مع مفهوم الاستعمار الذي تجاوزه الزمن". وأشار المسؤول الصحراوي إلى أنه "سيتم مناقشة، خلال هذا الأسبوع، حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير بمجلس الأمن الدولي، الذي تُعد فرنسا عضوا فيه"، مؤكدا أن هذا البلد "يلعب دورا محوريا داخل الهيئة الأممية، وبيده المفتاح الذي يعرقل تطبيق حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". وكان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أكد أول أمس، خلال مأدبة غداء على شرف الوفود المشاركة في الندوة العالمية التي تجري فعالياتها بمخيّم السمارة، أن "الحكومة المغربية وُضعت أمام مسؤولياتها"، بالنظر إلى النداءات المتكررة والنقاش الذي تمت مباشرته حول توسيع مهام بعثة "مينورسو"، لتشمل حقوق الإنسان. وكانت المشارِكات في الندوة الدولية الثالثة للمرأة، اللائي جئن من القارات الخمس، دعين إلى "تضامن فعال" مع المرأة والشعب الصحراوي، لكسر جدار الصمت الذي يفرضه المحتل المغربي على مسألة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. وألحت المشاركات لدى افتتاح الندوة المنظَّمة تحت شعار "وضعية وحق المرأة الصحراوية في المقاومة"، على أهمية "إقامة شبكة تضامن فاعل، من شأنها تثمين نضال المرأة الصحراوية وكسر جدار الصمت الذي يريد فرضه المحتل المغربي". وأكدت كريستيان بيريغو من اللجنة السويسرية لمساندة الشعب الصحراوي، أن المشاركين والمدعوين إلى هذه الندوة، يسعون من أجل "تضامن فاعل لتحسيس المجتمع الدولي بالجهد الذي تبذله المرأة الصحراوية، لاسيما في الأراضي المحتلة؛ حيث تتعرض يوميا لشتى أنواع العنف وانتهاكات حقوق الإنسان". من جهتها، اعتبرت ممثلة الحزب الديمقراطي الإيطالي لوتشيا مانويلا، أن هذه الندوة تمثل "مشروعا هاما" بالنسبة لجميع الجمعيات الحاضرة في السمارة؛ من أجل "الدفاع أكثر عن القضية الصحراوية". أما رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات نورية حفصي، فقد جدّدت دعم الجزائر للقضية الصحراوية، متأسفة لكونها آخر مستعمَرة في القارة الإفريقية. ومن جانبها، ذكرت ممثلة رابطة نساء جنوب إفريقيا المنضوية تحت لواء المؤتمر الوطني الإفريقي، أنها قدِمت من موطن نيلسون مانديلا الذي انتصر على الأبارتايد، لتحث الصحراويين على "الصبر والمثابرة إلى غاية تحقيق النصر". وتم على هامش هذه الندوة التوقيع على اتفاق توأمة بين جمعية "ماديرا دي بلاثا دي مايو" (أمهات ساحة ماي) الأرجنتينية وأمهات المفقودين والمعوقين الصحراويين؛ بهدف "تدمير جدار الصمت الذي فُرض على الصحراويين". كما زارت المشارِكات في أشغال الندوة عدة مواقع بمخيّم السمارة، خاصة منها مركز الأشخاص المعاقين والمختفين.