طالبت المحامية والباحثة في التاريخ، السيدة فاطمة الزهراء بن براهم، بضرورة إحصاء أطفال حرب التحرير الذين استشهدوا أو اختفوا خلال فترة الاستعمار وأثناء المظاهرات منها مظاهرات 11 ديسمبر 1960.وكشفت المتحدثة أن جمعية جزائرية تنشط في مجال التاريخ الاستعماري في الجزائر أكدت أن الاستعمار الفرنسي أدخل العديد من الأطفال الجرحى إلى المستشفيات لكنهم لم يعودوا بعدها إلى ذويهم بسبب إقدام فرنسا على بيع هؤلاء الأطفال لعائلات فرنسية تبنتهم ورحلتهم إلى فرنسا، مطالبة بالتأكد من صحة هذه المعلومات والروايات التي إن تأكدت فإنها ستحدث ضجة كبيرة وتفضح جرائم فرنسا ضد الإنسانية والطفولة بشكل خاص. وخلال ندوة تاريخية نظمتها، أمس، جمعية ”مشعل الشهيد” وجريدة ”المجاهد” بالتنسيق مع مديرية التربية للجزائر وسط خصصت لموضوع مشاركة المرأة والطفل في مظاهرات 11 ديسمبر1960 وبحضور طلبة ثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة، أعطت الباحثة والمحامية نبذة تاريخية عن الأجواء السياسية والاجتماعية للجزائر قبل أحداث ديسمبر وكذا الحيثيات التي سبقت الواقعة التي عجلت باستقلال الجزائر التي تحصلت بعد أسبوع من المظاهرات على تأييد الأممالمتحدة في حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.وأوضحت بن براهم أن الشعب الجزائري ومن خلال هذه المظاهرات أعطى درسا لفرنسا ولديغول الذي اقترح في خطابه الشهير سنة 1959 الحكم الذاتي على الجزائريين بعد أن اعترف بأنهم شعب كباقي الشعوب، لهم الحق في التمتع بحريتهم فوق أرضهم إلا أن تسيير كل الأمور التي تتعلق بالاقتصاد والسياسة والبترول والأمن وغيرها تبقى تحت سيطرة فرنسا التي ستديرها من وراء البحار.. وظن ديغول أن الشعب سيقبل بمقترحه خاصة بعد حالة الضعف التي لحقت بجبهة التحرير التي زج بجميع قادتها في السجن. وبعد شهور عن الخطاب الذي تبلور في أذهان الجزائريين، خرج الشعب في 11 ديسمبر بشوارع العقيبة والعناصر تتقدمهم أفواج من الأطفال أمثال صليحة وفريد، مطالبين بالحرية الكاملة وباستقلال الجزائر وتحرير قادة الثورة وتحرير بن بلة.. فاندهش الفرنسيون لكنهم لم يتخوفوا من تطور الوضع خاصة وأن أكبر الأحياء العاصمية وهي القصبة المعروفة باحتضانها للثوار والثورة لم يطلها دخان المظاهرات، لكن فرنسا لم تكن تعلم أن نساء القصبة وأطفالها لم يخرجوا لأنهم ببساطة كانوا بصدد خياطة أعداد هائلة من الرايات الوطنية التي تم رفعها طيلة أسبوع المظاهرات.وبعد أسبوع من تواصل المظاهرات وانتقالها إلى كامل ولايات الوطن تفطنت فرنسا إلى أن القضية خطيرة وليست كما تصورها القادة العسكريون الذين حاولوا التعتيم عليها من خلال تقديم أرقام مغلوطة عن عدد القتلى الذي لم يتجاوز ال122 قتيلا خلال أسبوع من المظاهرات غير أن الأرقام الحقيقية تؤكد مقتل المئات من المتظاهرين أغلبهم من الأطفال مع تسجيل اختفاء عدد كبير من الجرحى الذين نقلتهم فرنسا إلى المصحات.وهنا تؤكد الباحثة أن جميع الجرحى الذين نقلتهم فرنسا بإمكانياتها لم يعودوا إلى ديارهم، مؤكدة إقدام المستعمر على إعدامهم في حين حول الأطفال الجرحى إلى عائلات فرنسية بعد خضوعهم للعلاج وهي معلومات غير مؤكدة بصفة قطعية وتسعى جمعية جزائرية إلى إثباتها بالوثائق والأدلة اللازمة، وإذا ما تأكدت المعلومات، فإن فرنسا تكون حسب السيدة بن براهم قد اقترفت أبشع الجرائم في حق الأطفال الجزائريين الذين قالت بشأنهم أنهم ضمنوا نقل وقائع الأحداث بتفاصيلها للصحفيين الأجانب الذين منعوا من قبل قوات المستعمر من التنقل الى المظاهرات ومختلف اجتماعات الثوار.